- لم أستوعب بعد أنه تم تجميد عضوية الجمهورية العربية السورية في جامعة الدول في وقتٍ سابق حتى فوجئت بأن هناك ممثلاً يجلس على كرسي ممثل الجمهورية العربية السورية، يتحدث باسمهم ويطالب باسمهم الأمريكان أن ينصبوا بطاريات صواريخ لدك بلده، ومنطقة حظر طيران، ليكرر مأساة حدثت في ليبيا لا زالت آثارها حاضرة حتى اليوم.
- لم أستوعب أن جامعة الدولة أكدت حق كل دولة في تسليح المعارضة لقتال الجيش العربي السوري، الذي يدافع عن كرامة مواطنيه وعزة بلده. يريدون إنهاكه ليكون الجيش الإسرائيلي هو الأقوى بعد أن أزالوا عن طريق مخططهم الجيش العراقي من قبل.
- لم أستوعب أن من كانوا يغطون في نومٍ عميق أثناء الجلسات في جريمة إنسانية ودينية يندى لها الجبين العربي أقروا قتل المواطنين السوريين وتدمير مكتسبات سوريا وإدخالها في حروب طويلة الأمد لإركاعها.
- لم أستوعب بعد أن من سمعنا شخيرهم أثناء جلسات القمة، قرروا إخضاع آخر خطوط المواجهة مع إسرائيل في تدخل سافر بالشأن السوري، وهم الذين يشكون الأسبوع الماضي من التدخل الأجنبي في بلدانهم ويحذرون من ذلك، بل ويلجأون لمجلس الأمن.
- لم أستوعب بعد "من هي المعارضة التي تحدثوا عنها؟"، "هل هي معارضة الداخل التي ترفض العمل المسلح؟، وترفض أي تدخل أجنبي، أم معارضة الخارج التي انغمس قادتها حتى رؤوسهم في مستنقع العمالة للأجنبي، ينفذون أجندات تبعد عن الشعارات البراقة التي يلوكونها بعد الحقيقة عن البهتان، أم تراها الجماعات الإرهابية المأجورة التي تتسابق على سوريا في سبيل الحصول على دولارات تعطيها دول عطاء من لا يخشى الفقر.
- لم أستوعب بعد ثقل قطر السياسي على منظومة الجامعة حتى أصبحت المهيمنة على قراراتها، والدور الخطير الذي لعبته لتمرير هذه الكارثة والضغوط التي تمارسها لإسكات كل صوت مناهض لتوجهها حتى أصبحت المنظومة ذات قطب واحد.
- لم أستوعب كل ذلك لكني أستوعب أن القادم هي كل دولة في المنظومة، أستوعب أن البلاء القادم سيكون في مصر وعلى جيش مصر..
الدور سيأتي على الجميع، فمن قنّن القتل والدمار والخراب في أرض العرب، لن يكون معصوماً من فيضانات شعوبها التي تبكي حرقة، تتفطر قلوب أبنائها ألماً من الجور والظلم الذي أثقلوهم به.