تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً مقطع الخلاف الذي دار في أورقة مؤتمر الحوار الوطني حول لجنة محافظة "صعدة"، وكانت بطل الخلاف هذه المرة هي الأخت أمل الباشا التي ظهرت في المقطع وهي تواجه الشيخ صادق الأحمر وتقوله حرفياً وبأعلى صوت "أنت منافق".. وأنا أتابع هذا المقطع تخيلت عنجهية الشيخ صادق وطريقة تعامله مع الناس، هذا الذي قال ذات يوم إنه "سيخرج الزعيم من اليمن حافياً" وهو الذي كان حتى وقت قريب "البعبع" الذي لا يجرؤ أحد أن ينتقده أو يوجه له مجرد لوم أو سؤال، ليس لشجاعته المفرطة بل اتقاء شر "ثقافة الغطرسة" وجيش المرافقين الذين يتحرك بهم.. لم يرد صادق الأحمر على "توبيخ الأستاذة أمل الباشا" له، بل قال "في الحوار الرجل والمرأة سواء ولم يعد في فرق بينهم".. جميل هذا الاعتراف والإقرار بالمساواة بين "الرجل والمرأة" ومن صادق الأحمر الذي لم يكن وحتى وقت قريب يؤمن بالمساواة بين البشر وكان يرى نفسه فوق الوطن والشعب وأكبر من الدولة، بل لم يكن صادق الأحمر يعترف حتى برموز ووجهاء الوطن من أمثاله بل ومن هم أكثر عراقة منه حسباً ونسباً، ومع هذا نرحب باعتراف صادق الأحمر بالمساواة ولكن نزيده ونقول نريد هذا ليس في الحوار أو على طاولته، بل في حياتنا العامة وثقافتنا المجتمعية، فالدولة المدنية التي "تحدث بها صادق وإخوته" وتغزلوا بها خلال فترة الأزمة تستدعي منه أن يؤهل نفسه لقيمها وثقافتها، وكما قبل أن يكون في طاولة الحوار في ذات المكانة التي تحتلها "المرأة" عليه أن يكون في حياته العامة مؤمناً بالمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات والمواطنة.. يعني على صادق الأحمر أن يدرك أن المرحلة القادمة لن يعيشها بذات العقلية والسلوكيات التي عاش فيها مراحل حياته السابقة، فلن يمشي بموكب من المرافقين المدججين بالسلاح، ولن يمر موكبه على إشارة المرور دون أن يقف، وإن وقفه جندي المرور لن يجرؤ مرافقوه على قتل هذا الجندي أو صفعه أمام الناس لأنه لم يحترم موكب "الشيخ"..!!
الأكثر إثارة في مقطع الفيديو سالف الذكر هو حركة صادق مع إيقاع كلمات الأستاذة أمل الباشا وهي تتحدث عن الديمقراطية والتوافق ولعبة الإصلاح وصادق الأحمر وكيف حين "يحنبوا" يقولوا "توافق" وحين يكون الأمر بيدهم يقولوا "ديمقراطية"..كانت صوت الأستاذة أمل ينزل على صادق الأحمر مثل الرصاص، وبدأ هذا واضحاً في طريقة تعامله مع "السيجارة" التي بين أصابعه، حتى أن الراجل ارتبك ولم يعد يدري هل يواصل التدخين أو يطفئها..!!
تحية لكل من يعمل على تطويع "رموز التخلف والجهل والعصبية".. تحية للزعيم الذي صنع هذا المشهد الوطني الرائع.. تحية للأستاذة أمل الباشا وأروى عثمان ونبيلة الزبير وفائقة السيد، وتحية لكل حرائر اليمن في مؤتمر الحوار وعلى امتداد خارطة الوطن..
[email protected]