بالنسبة لي كان عدم توفر شروط إنجاح الحوار واضحاً منذ جريمة محاولة اغتيال الأمين العام للحزب الاشتراكي، نائب رئيس اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الدكتور ياسين سعيد نعمان، وطريقة التعامل مع الحادثة الخطيرة من قبل السلطة والحكومة والقوى السياسية والأهم من قبل اللجنة الفنية للحوار نفسها..
وهي مواقف اتسمت في معظمها بالمزايدة والحديث المستفيض عن خطورة الحادثة من ناحية مقابل السلبية واللامبالاة والتجاهل، بل والتضليل في ما يخص طريقة التعامل مع الجناة وواجب الدولة في توضيح طبيعة الحادث أولا وفي ملاحقة الجناة والقبض عليهم والتحقيق معهم لمعرفة من يقف خلفهم وكيف ولماذا ......إلخ من ناحية أخرى.
- ثم في موقف اللجنة التحضيرية للحوار تجاه رفض الرئيس تنفيذ قرار اللجنة الإجماعي المعروف بقرار "النقاط العشرين" لإنجاح الحوار، ثم في طريقة تعامل الجميع في اللجنة وخارجها مع ملاحظات هامة وحيوية حول سير أعمال التحضيرية قدمها عضوا اللجنة "ماجد المدحجي ورضية المتوكل" وعلقا عضويتهما في اللجنة على خلفية عدم مناقشتها أو التوقف أمامها.
وظهر أن الرئيس وبقية أعضاء اللجنة قد أهملوا جميعا تلك الملاحظات المكتوبة، وظهر أن أحدا لم يهتم أو يقلق بخصوص تهديد عضوي اللجنة باتخاذ قرار الاستقالة من اللجنة، وهو ما تم بعد ذلك فعلا، ومع هذا مر الأمر بسهولة، وكأن أمرا لم يحدث، ما يثبت أن هنالك تمييزاً واضحاً في العضوية داخل اللجنة وأن هناك أعضاء في اللجنة لهم شأنهم ومكانتهم لدى القائمين على أمر السلطة، ويتوقف كل شيء من أجل إرضائهم والاستماع إليهم، وآخرين أعضاء في اللجنة، ولكن لا يمتلكون ثقلاً عسكرياً أو ميليشياويا أو مالياً سياسياً "مافويا" وبالتالي لا أهمية لهم لدى السلطة الانتقالية، بل مطلوب تطفيشهم وإخراجهم ورفض مجرد الاستماع إليهم، فضلا عن الأخذ بملاحظاتهم.
وقد توجت كل هذه التصرفات والمواقف بقرار رئيس الجمهورية الخاص بإضافة ستة أعضاء جدد في قوام اللجنة من خارج المعايير التي سبق إعلانها واختيار أعضاء اللجنة الأصليين على أساسها ليتبين لي وللآخرين أن بعض القوى النافذة لم تكن راضية عن اللجنة، وكانت تطرح شروطا غير منطقية ولا معيارية من اللحظة الأولى لإعلان أسماء اللجنة، وهو ما تم لها بذلك وحدث أن أضافت أسماء جديدة من خارج المعايير المعمول بها، وعلى حساب مكونات تمثيلية أخرى هي الحراك الجنوبي تحديدا
كل ذلك كشف لي وبصورة واضحة أن المؤتمر الوطني للحوار سيسير بهذه الطريقة، أي تسيير أعمال المؤتمر من خارج قوامه، وعن طريق مراكز القوى التقليدية محلية وإقليمية ودولية، وأن بقية المكونات والأطراف داخل المؤتمر سيكونون في معظمهم أمام خيارين صعبين، أما أن يرفضوا تسيير المؤتمر من خارج قاعاته ومن خارج الدولة والمجتمع، أو أن يقبلوا بأن يكونوا مجرد شهود في مهرجان للكلام الكثير في كل شيء، في حين يكون كل شيء قد أعد سلفا ومن وراء ظهورهم.
تلك هي المقدمات الواضحة التي لم يتوقف أمامها أحد وذهب الجميع باتجاه المؤتمر قبل أن تتوفر شروط نجاحه، وهو ما سنعود للحديث عنه في العدد القادم، بعد أن توقفنا أمام مقدمات واضحة لنهايات أوضح منها.
*في الحدث اليومي ..!
1- يا بن عمر خلي الهدرة والكلام الكثير ولكن الفارغ:
لن تنفع أي إجراءات لإعادة الثقة لدى الجنوبيين بنظام مذبح والحصبة ....
غيروا النظام السابق في صنعاء وأقيلوا رموزه الإجرامية وستتعزز الثقة بأحسن صورها ليس فقط لدى الجنوبيين بل لدينا كلنا..
2- متى يدرك اليمنيون أن اليمن لن تتغير بواسطة السعودية ولا بواسطة أمريكا أو إيران، فضلاً عن قطر ؟
النخبة السياسية اليمنية الفاسدة تعكس فشلها وعجزها وارتهانها في إعادة تقديم شعبها كهيئتها أو على صورتها في حين أنهم ليسوا كذلك، ويفترض أن لا يكونوا كذلك أصلاً.