يواجه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، الكثير من التحديات، منها تحديات داخلية أو تحديات خارجية، في ظل عالم متغير وقواعده متحركة على الصعيدين الإقليمي والدولي.. لكن وبرغم التحديات والمخاطر التي تعنون المشهدين الإقليمي والدولي، تظل التحديات الداخلية هي الأخطر على أمن واستقرار الوطن والمواطن وعلى مشروع بناء الدولة اليمنية الجديدة التي تعهد بتحقيقها الرئيس عبدربه منصور هادي، ويسعى للوصول إليها بدون خسائر وبدون فوضى وعنف ولكن بـ"الحوار الوطني" الخلاق والواعي والبناء، الحوار الذي يجب أن يتحلى رموزه بكل مفردات الحكمة والصبر والإيثار والتنازل، فالتنازل بين أطراف الحوار من أجل الوطن هو الحكمة بذاتها وهو الفعل الوطني الذي سيحسب لصاحبه، فالوطن في الأخير فوق الانتماءات الحزبية والمذهبية والمناطقية والجهوية، وليس ثمة شيء يمكن يكون أكبر من الوطن إلا الوطن نفسه، ونتذكر جميعا مقولة الرئيس هادي، وهو يؤكد أن الوطن قد "عانى بما فيه الكفاية من الحروب والصراعات والخلافات" و"أن 50 عاما من عدم الاستقرار كافية كي يبدأ اليمنيون حياة جديدة آمنة ومستقرة" تسود فيها العدالة والمواطنة المتساوية والحرية في كنف دولة النظام والقانون..
بيد أن المرحلة الراهنة التي يخوض الرئيس غمارها بحثا عن مرسى الأمان وهي مرحلة قد لا تعوض من حيث التوافق الإقليمي والدولي المصطف إلى جانب اليمن الأرض والإنسان، والذي وكما قال الأخ الرئيس لا يقف هذه الوقفة غير المسبوقة مع بلادنا حبا فيها بل خشية من تبعات صراع يضر بمصالح هذه الأطراف الخارجية استنادا للمكانة الجغرافية التي تحتلها اليمن، وهي مكانة تجعلها محل اهتمام ورصد وترصد العالم من حولها..
ما أريد أن أقوله هو أن الالتفاف حول الأخ الرئيس ودوره ورسالته الوطنية عمل وطني وواجب وطني وديني وأخلاقي، وبالتالي لا بد من الاصطفاف حول شخصية الأخ الرئيس ومساعدته وبما يمكنه من تأدية رسالته الوطنية والقيام بواجبه على أكمل وجه بعيدا عن عوائق المعرقلين وتخرصاتهم، وبعيدا عن نزق بعض مراكز القوى القبلية والوجاهية المتنفذة التي تريد وتسعى إلى وضع المزيد من العراقيل وخلق الأكثر من الأزمات، وبصراحة هناك قوى "عسقبلية" تريد إحباط الرئيس وتحول بينه وبين إخراج اليمن الأرض والإنسان من حالتهم الراهنة، وهذا فعل لو تمكنوا من تحقيقه فإن اليمن لن تقوم لها قائمة بين دول العالم.. أعرف أن الرئيس يتمتع بقدر كبير من الصبر والحكمة ولديه الكثير من المعطيات والحقائق حول كل من يقف وراء هذه العوائق ولماذا؟ وكيف؟ ولكنه بما يمتلك من قوة الصبر والحكمة، وبما لديه من مبررات ذاتية وموضوعية، ولأهمية الرسالة التي يحملها نجده يتغاضى عن كثير من التصرفات غير المسئولة وغير الوطنية لبعض ممن غلبوا مصالحهم الشخصية والذاتية على مصالح الوطن والشعب، ولهؤلاء نقول أفيقوا من سباتكم ولا يغرنكم حلم الحليم، فأصلحوا أنفسكم وفكروا ولو مرة واحدة بمصلحة الوطن والشعب بعد أن قضيتم ردحا من الزمن تستغلون الوطن والشعب لتحقيق مصالحكم الخاصة التي لم يعد لها مكان بعد اليوم برضاكم أو غصبا عنكم..
[email protected]