* في تحليل «مضمون» المواقف من الوحدة أستطيع القول بأن مجمل الخطاب غير «مضمون» حتى والبعض ما يزال يرجع سبب الشطط إلى الفضفضة والسقف المخلوع للحوار.
* بجدّ.. أريد أن أتفاءل.. لكن الأخبار والتصريحات اليومية تأخذ بخناق التفكير.. فالذين غادروا شوارع الحراك الجنوبي إلى مؤتمر الحوار في ظهر حمير يصرُّون على أن يقولوا في الكواليس غير ما يقولونه أمام وسائل الإعلام.. عين تؤكِّد أن حديث فكّ الارتباط محض سقف سياسي.. وعين تخاطب الشارع بلغة لا بدَّ ممَّا ليس منه بُدّ.
* أمَّا إذا ما أضفنا إلى ذلك شطط قادة الحراك الجنوبي في الخارج والداخل فإن أخطر ما فيه هو هذا الطرق المتواصل الذي يكسر الحاجز النفسي بين اليمنيين وبين الانفصال كمشروع بائس يحرص على الحضور هنا وهناك في أكثر من لبوس.
* عندما يستهلّ خالد بامدهف بدايات علنية الحوار بالقول : «ليس أقلّ من فكّ الارتباط» ويلحق آخرون بترديد ذات المضمون.. يصير صوت ياسين سعيد نعمان وهو يقول : «بقاء اليمن موحَّداً قضية رئيسية للحزب».. موقف مشرِّف لا يستغني عن المدد والإسناد.. والمدد بطبيعة الحال أكبر من مجرَّد الغناء «ساهر على الوحدة وعينه ما تنام».
* كل شيء أمامنا يعلِّق أجراس التحذير من كسر الحاجز النفسي بقوى حضرمية تطالب بفيدرالية مطلقة ،أو الانفراد بلقاء جنوبي جنوبي وتعطيل الحياة والمدارس بالعصيان.. بل والمطالبة بإعادة جيش التشطير ليصل الأمر عدم استثناء الرغبة في إنشاء اتِّحاد شطري للكرة.
* وكما تلاحظون فالحواجز النفسية بين الوحدة وبين التشظِّي لم تعد محصورة على الجزءين.. وإنَّما ارتفعت نبرات خطاب غير مطمئن داخل الجزء نفسه.. فهل أذكِّركم بأحد شعارات الحراك التهامي؟ أم أشير إلى الأخير المعبِّر عن الاستياء من جور إلحاق وصاب بذمار وسيادة الحدا وعنس وآنس على المكاتب الحكومية في وصابين.
* وعذراً.. ليس الأمر تسويقاً صحفياً للشطط بقدر ما هو تحذير من استمراء تحطيم الحواجز لما أراه مقدَّساً حتى لو كنَّا في الربيع الملتهب.. وهو - أيضاً - خوف من هذا التعاون بين نزعات التشظِّي وبين الابتلاء بحكومة هي الغائب الأكبر ونقطة الضعف الأبرز.
* وحتى لا تصبح النقاط العشرين أو وثيقة تدابير بناء الثقة المتضمِّنة إحدى عشرة نقطة عائقاً إضافياً.. لماذا لا نعطي أنفسنا فرصة تكون فيها القضية الجنوبية مفتاح الولوج إلى الدولة المدنية.. دولة العدل والنظام والدستور والقانون؟ ولماذا لا نغطِّي الكراهية بالعفو والشروط الاستباقية بالبناء الضامن للدولة الحديثة؟
* ثمَّة حلول يمنية أهمّ وأنجع من تضمين إحدى المتحاورات كلمتها بالنداء : «يا بن عمر يا مغوار.. لماذا لا تزور زنجبار».