مقر الفرقة الناجية سيصبح حديقة.. ولأن فيها 21 مارس، اختلف الفقهاء في فهم قرار رئيس الجمهورية رقم 21.. واحد يقول 21 مارس يوم ميلاد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، والثاني يقول 21 مارس عيد الأم، والثالث يقول 21 مارس عيد الشجرة، والمجتهد الرابع قال 21 مارس بداية فصل الربيع.. وهذه كلها "زنقلة"، فلا هي حديقة الميلاد ولا الأم، ولا الشجرة، ولا الربيع، ولا شم النسيم.. قرار الرئيس واضح جدا، فقد نص على تحويل مقر الفرقة إلى حديقة، وقال القرار: تسمى "حديقة 21 مارس 2011".. وقرار الرئيس رقمه 21 كما قلنا.. فينبغي أن يطيب به خاطر اللواء علي محسن الأحمر.. وتطيب نفسه بتسليم 05 ألف لبنة بلا حيلة ولا عزاء، ولا مساومة على عوض، و40 مليون دولار كما قيل.
لكني لا أعتقد أن الرجل سيسلم مقر الفرقة بلا تعب ولا نصب، ويعفي الرئيس من المتابعة، وما أعتقده أن أمين العاصمة وزملاءه قد استعجلوا في تحويل قرار الرئيس إلى خطة للعمل المباشر.. إنشاء وحدة تنفيذية خاصة بالحديقة المنتظرة، والشروع بالتفكير في تخطيطها وهندستها.. وكأن الخمسين ألف لبنة باتت في قبضتهم..
اللواء الأحمر سيخضع لقرارات رئيس الجمهورية في النهاية طوعا أو كرها، لكنه لن يسلم مقر الفرقة إلا بعد أن يحصل على قيمة 50 ألف لبنة أو يزيد، ولديه أساليبه التي يحقق بها المراد.. لن يقول: لا.. لكن سيدع الذين خلفه يقولون: ألف لا، وربما يدفع ضباط وجنود الفرقة إلى ثورة عسكرية قبلية شبابية شعبية سلمية أخرى.. ولأنه متعهد حامي ثورات سيكون حاميها هذه المرة أيضا، وفي الأخير سيفاوض باسم الثوار، وسيتكسب بهم كما تكسب في المرة الأولى..
لذلك يتعين على أمين العاصمة وزملائه في المجلس المحلي أن يستعينوا بالصبر والصلاة.. هل نسوا أن اللواء قد قال إنه كان الرجل الأول في الدولة، وهو الدولة.. فإذا كان "يوم الدولة سنة" فليروضوا أنفسهم على ما تبقى من الدولة.. قولوا ربع دولة مثلا.
ألا تلاحظون أن الذين شملتهم القرارات الرئاسية التي شملت اللواء كلهم سلموا وتسلموا.. جرى التسليم والاستلام في المنطقة العسكرية الأولى في سيئون، والثانية في المكلا، والثالثة في مأرب، والرابعة في عدن، ومعسكر الاحتياط استلم من الحرس الجمهوري، ولم يتم مثل ذلك في الخامسة في الحديدة، والسادسة في عمران، وريثتي المنطقة الشمالية الغربية.. والفرقة.