تعيش اليمن أجمل المواسم، اخضراراً ومطراً وجمالاً.. فأينما توجَّهتَ تجدُ الدهشةَ تتجسَّد أمامكَ.. سواء كنتَ في وصاب أو عتمة أو المحويت، أو اللواء الأخضر، أو توجَّهتَ إلى سقطرى أو المكلا.. ستجد نفسك محصوراً بين دهشة شاهقة، ودهشة لا تستطيع أن تعبِّر عنها بأكثر من شهقة..
المواطن اليمني بحاجةٍ إلى سياحة داخلية، فالكثير لا يعرف شيئاً عن أماكن جميلة في هذا الوطن الفسيح، لأن الإعلام لا يهتمُّ بالبرامج السياحية وتعريف الداخل قبل الخارج بالجمال الذي يحيط بهم دون أن يلتفتوا إليه.
كنتُ في القاهرة- ضمن وفدٍ ثقافي عربي- وصادف أن أقمتُ في الفندق الذي يقع تحته المطعم اليمني.. كان المطعم مزيَّناً بصورٍ سياحية لمناطق كثيرة من اليمن، وقفتُ أمام تلك الصور أنا ومجموعة من الأدباء العرب، وكنت أحدِّثهم عن هذه المُدُن، فكانوا يقولون بدهشة: هل هذه الأماكن في اليمن؟ فأقول لهم نعم في اليمن، فيستغربون لجمال اليمن الذي لم يروه من قبل في شاشات التلفزيون.. وكان كلٌّ منهم يتمنى أن يزور اليمن، وبالفعل جاء بعضهم تحت تأثير تلك الصور التي علَّقها صاحب المطعم اليمني، الذي يخدم السياحة أكثر ممَّا يخدمها الإعلام.
كانوا يضعون تساؤلاً واحداً: لماذا لم نرَ هذه الأماكن في التلفزيون، ولم نسمع عنها؟
لم يكونوا يعرفون شيئاً عن اليمن سوى ما يشاهدونه في الشريط الإخباري، الذي يقرأون فيه عن تفجير أنبوب نفط أو اختطاف سياح أو تفجير سيارة.
على الإعلام أن يتفرَّغ قليلاً لتجميل صورة اليمن وتخصيص برنامج سياحي يُعرِّف باليمن وجمال اليمن، بعد أن نالت منه الكثير من القنوات.