* في المسافة الممتدَّة بين الحاجة إلى مواجهة إرهاب القاعدة ومواجهة إرهاب إخافة الطريق وقطع الكهرباء وتفجير الأنبوب صارت الأقلام والأقدام تصرِّح وتهمس بالسؤال الاضطراري : لماذا لا تقوم الطائرة الأمريكية الخالية من دسم الطيَّار بمهمَّة حماية كهرباء «طفِّي لصِّي» من القطع الفاجر!!
* وعلى ما في السؤال من تكريس الإحساس الشعبي العام بخيبة الأمل من أداء حشود العسكر الذين ننتظر توحيد ملابسهم بعد توحيد قياداتهم وولاءاتهم وتحديداً عندما يتعلَّق الأمر بضبط نفر التقطَّع والتقطيع فإن هذه المطالبات ليست سوى دعاء المضطرّ واستثناء «إلاَّ مَنْ ظلم».. حيث الجهر بسوء استدعاء الأجنبي صار مهضوماً ولا يتعارض مع أنشودة «لن ترى الدنيا على أرضي وصيَّا».
* غير أن ما يخشاه العقلاء من دعوات استدعاء الطائرة للدفاع عن الكهرباء هو أن يتطوَّر لاستدعاء للدفاع عن الماء وعن الكلأ... إلخ.. بما يرافق ذلك من جرائم أخذ البريء بالمذنب.. كما حدث من طائرة وصاب العالي وعمليات سابقة لحقت «الشفرة» فوسَّعت دائرة الصدمة دونما استحضار للعبرة.
* ثمَّة عجز أمني هو عجز القادرين.. لكننا استبدلنا العمليات الأمنية بالطائرة الأمريكية التي صار مؤكَّداً اعتمادها على يمنيين في الأرض يتولُّون زراعة الشفرة في السيَّارة المستهدفة أو في جيب جاكت أو بنطلون كما حدث في اغتيال عدنان القاضي وأخيراً وليس آخراً «حميد الردمي» في وصاب العالي.
* وهنا يصحّ القول إن المستهدفين المحتملين سيعمدون إلى تفتيش جيوبهم وبناطيلهم بنظام البحث المستمرّ.. وهي مهمَّة سهلة بالقياس على البحث عن شفرة مزروعة في صالون أو هايلوكس.. ويصير في كل الحالات على المواطنين أن يتجنَّبوا أيّ إعارة أو تبادل سلمي للأكوات.. حيث ربّ كوت لأخيك يكون فيه اغتيال يثير الرعب عند أمّك وأبويك.
* والأمر كما لا يخفى على نبيه أشدّ مدعاة للتذكير بضرورة تركيز كل مخزن على عجينة القات.. حيث يحكى بأن مخزناً أخطأ في استعادة عجينة القات من القرطاس عقب صلاة المغرب فوقع رفاق المقيل في التبادل السلمي للمعجون.. فكان ما كان من فساد المقيل والسمرة!!