لستُ مع إزالة مخلفات الاستعمار البريطاني البغيض، ولا مع إزالة مخلفات نظام الإمامة.
وذلك لسبب بسيط: أن الاستعمار البريطاني خلف لنا أنظمة وقوانين عصرية لم نستفد منها، مدناً وشوارع نظيفة قمنا بتدميرها وتوسيخها.
وفيما يتعلق بمخلفات نظام الإمامة.. فالإمامة لم تخلف شيئا، ولو أنها خلفت مدناً وشوارع لكان هناك مخلفات، ولكانت مهمة ثورة سبتمبر إزالة هذه المخلفات.
أما بالنسبة لمخلفات الثورة الشبابية فنحن أمام نوعين من المخلفات:
نوع خفيف وخطير وهو الموجود في الساحات، ونوع من العيار الثقيل وأكثر خطورةً وهو النوع الذي تبخر من الساحات إلى السلطة، والذي اصطلح علماء البيئة على تسميته بـ"النفايات".
لذلك فإن على شباب الثورة وفاءً لدماء وأرواح رفاقهم الشهداء -الذين سقطوا من أجل بيئة نظيفة ووطن نظيف- أن يرفعوا ويكنسوا ويزيلوا هذه المخلفات والنفايات. ومسؤوليتهم لا تنحصر فقط في رفع وكنس وإزالة مخلفات ثورتهم في الساحات.. كونها باتت تزعج وتؤذي سكان الحارات المجاورة .. وإنما عليهم قبل وبعد ذلك إزالة تلك النفايات التي صعدت على ظهورهم إلى السلطة.
ذلك لأن الروائح الفاسدة التي تفوح من النفايات الحاكمة هي الأخطر كونها تؤذي جميع اليمنيين، وتسبب الأذى لرفاقهم الجرحى، ولأرواح الشهداء التي ما انفكت ترفرف في الساحات كالفراشات باحثةً عن أمل أو عن ضوء.
إن الثورات كما أفهمها لا تقوم من أجل أن تلوث وتوسخ وتراكم الأوساخ، ولا من أجل أن تستبدل المخلفات بالنفايات، وإنما تقوم من أجل أن تكنس المخلفات بكل أنواعها وبمختلف مستوياتها ودرجاتها تمهيداً لخلق بيئة سياسية وثقافية واجتماعية نظيفة وفي غاية النظافة.