علينا أن نحمد الله ونشكره تعالى كون النزاع- الذي كان قائماً بين السلطة والمعارضة- توارى واختفى، وحل محله- بعد تشكيل حكومة الوفاق- التنافس على نهب الوظائف والمناصب والمال العام.
وفي اليمن اليوم ثمة سباق بين الأحزاب الحاكمة،سباق المسافات الطويلة، والهبرات الكبيرة، كلٌّ ينهب بحسب قدرته، وكلٌّ يسعى إلى الغَلَبَة من خلال الهبر، وإلى إلحاق الهزيمة بالآخر بالهبرة القاضية. لكن أحزاب المعارضة الحاكمة- بحسب المراقبين- أظهرت في سباق النهب حماساً ثورياً، وأصبحت- وهي التي كانت بالأمس تخوض معركة ضد فساد الحزب الحاكم- أعظم فساداً منه.
ويرى المراقبون أن وزراء احزاب اللقاء المشترك يمارسون النهب بأثر رجعي، ينهبون بحقد وضراوة، وينهبون كذلك رغبة بالثأر من النظام السابق الذي حال بينهم وبين الوصول إلى البنك المركزي ووزارة المالية.
لكنهم- والحق يقال- لا ينهبون حباً في النهب وإنما ينهبون حباً في الله، حباً في الوطن، حباً في القضية التي ناضل الشباب في الساحات من أجلها.. ثم إن النهب عندهم رسالة دينية ورسالة وطنية ورسالة أممية تعيد ترميم العلاقات بين الشعوب.
ولأنهم في سباق مع الزمن تراهم مستعجلين في سرقاتهم يسرقون بسرعة مليون في الدقيقة وغاية ما يطمحون إليه هو تصفير خزينة الدولة وتركها تحت الصفر قبل أن تنتهي الفترة الانتقالية.
وعلى غرار كتاب رُوْلاَنْ بارتْ: الكتابة تحت الصفر.
سيكون لدينا بفضل هذا السباق المحموم في نهب المال العام: خزينة تحت الصفر، اقتصاد تحت الصفر، تعليم تحت الصفر، ثقافة تحت الصفر، حريات تحت الصفر، وسيكون لدينا عما قريب: أحزاب فوق الوطن، ووطن تحت الصفر.