سوريا.. جرحٌ مفتوحٌ تحلَّقت عليه ذباب الحروب، وتجار الموت والوعَّاظ والمرتزقة والقتَلة المأجورون.. جرحٌ نكَأه القريب قبل البعيد.. بل صفَّق القريب والجار لضربات العدو الصهيوني على أهدافٍ سورية، وكأن ما يحدث في سوريا يُرادُ له أن يتحول إلى طائفية، وكلُّ مذهب يتحدث باسمه فقط، ويجيِّر ما يحدث في سوريا بأنه غزو واستهداف من الآخر الذي يناقضه فكرياً ومذهبياً.. إضافة إلى التكهُّنات التي تندرج في قائمة الحُمق المُمنهج والمتوارث منذ مئات السنين.
سوريا يتآمر عليها القريب والغريب.. والقتلة، من جنسيات متعددة، يمشون بأسلحتهم في الشوارع ويبثُّون رعبهم في كلِّ مكان، ويمارسون القتل بأبشع ما يمكن تصوُّره.. كأنهم يريدون إنتاج سيناريو لم يخطر على بال مُنتج!!
رجال الدين والمموِّلون لهم يريدون سقوط سوريا.. رجال السياسة يفعلون ما بوسعهم لإسقاط سوريا.. إسرائيل كذلك تريد إنهاك سوريا لتنفيذ المخططات الغربية والعربية سياسياً ودينياً.
الغريب في الأمر أن الغارة الإسرائيلية على أهدافٍ سورية لم تلقَ استنكاراً عربياً أو تدفع لخروج مسيرة عربية تندِّد بالعمل الصهيوني الذي راح ضحيته مدنيون، وكأن سوريا جزءٌ مبتورٌ من الخارطة العربية، التي علَّمونا في المدارس والمساجد أن هذه الخارطة كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى.. لكن هذا العدوان الإسرائيلي لم يُقابَل حتى بالحمَّى أو بنصف ساعة سهر!!
حتى وإن كانت سوريا جزءاً مبتوراً من الخارطة العربية، بحكم أن الحديث عن القومية هو أضيق أفقاً من الخارطة الإنسانية، فإن الإنسانية تفضح زيف ادعائنا إلى خارطتها.
الضربات التي تتوالى على سوريا ستقوِّيها أكثر، وستنتصر سوريا أرضاً وإنساناً.