*أقول هذا الكلام وقد تكدست أدراج أهل الأمن والنيابة والقضاء بجرائم ومظالم أراد وما يزال الظالمون فيها أن يأخذوا اليمن إلى ما لا عاصم فيه لأحد إلا من رحم الله.
*وفي المسافة الممتدة بين جريمة جامعة دار الرئاسة وجريمة جمعة الكرامة وجرائم كثيرة سبقت أو لحقت طالت الكبار والصغار وأخذت البريء بالمذنب ما تزال أيدي المجرمين تتلطخ بدماء العسكريين والمدنيين فيما لم يصل المشدودون بعقليات قبلية متعصبة ومنطلقات حزبية ومذهبية ومناطقية ضيقة إلى الإحساس بخطورة ما يفعلون.
*وما يعمق صور التمادي في اللعبة الدامية هذه الوسائل الإعلامية التي تتفانى في التدليس حتى صار الناس بلا ذاكرة .. محدودي القدرة على الأخذ بناصية المعلومة الدقيقة ليتوارى التحليل والتاريخ ويغيب الاعتبار رغم أرتال العبر.
* وأي نعم .. فرقاء السياسة منغمسون في الحوار ولكن .. هل للحوار أن يعمينا عن رؤية كل هذه الحوادث المثيرة للفزع..؟ وهل لكل هذه المشاهد أن تدفعنا للاعتراف بخطورة تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة؟
* ولأن سماء العنف محرقة ومياهه مغرقة وتدفع إلى ما ليس فيه عاصم فإن من العقل أن لا ننام على مخدة مؤتمر الحوار فيما الأمور الأمنية على الأرض إلى انفلات تسجل فيه الجرائم غالبا ضد مجهول حتى عندما يكون الجاني معلوماً.
* الأداء السيئ لأجهزة الأمن والنيابة والقضاء بحاجة إلى تصحيح وتفعيل والمصلحة العامة تقتضي تقديم المجرمين القدامى والجدد إلى القضاء رداً للمظالم وتشجيعاً لفض الخصومات بالقانون وليس النزوات والعصبيات والغزوات.
* وعندما يتعرض وزير في الحكومة مثل واعد باذيب لخمس محاولات اغتيال ويغتال كل هذا العدد من رجال القوات المسلحة والأمن ولا يقبض على من اعتدى على نايف القانص ،وتبقى ملفات جرائم دار الرئاسة وقتل المتظاهرين وكل قضايا الانغماس في الدم قضايا عالقة .. عندما يبقى مهربو أسلحة الموت والدمار في مأمن فإننا نكون أمام مشكلة لا تحل حتى لو فتحنا قسم شرطة في فندق الموفنبيك وانتشرت النقاط الأمنية في كل شارع وأمام كل بيت.
* الترهل لا يقود إلا إلى ترهل.. والمراوغة لا تنتج سوى المراوغة والمغالبة والإقصاء لا يبنيان وطنا .. فيما يبقى السؤال المطلوب على رأس عمود الخيمة اليمنية أين أبناء اليمن المجددون لانتماء أجدادهم إلى الحكمة..
أين..؟!