* لم يعد من حقّ الزوجة أن تضحك على بعلها إذا طلبت منه شراء الليمون فعاد من السوق بالكمُّون.
لقد أصبحنا نتحايل على كل شيء بما في ذلك مفهوم السيادة.
* وبعد الذي كان من أمر تدخُّل الآخرين في شؤوننا درجة الوصاية حتى على التفاصيل فقد صار عندي زكام من هذا الاستضراب تحت بيرق الادِّعاء.
* هل جاء هذا الزكام من النافذة المفتوحة على الشمس والهواء؟ أم أن هناك مَنْ عطس في وجهي أثناء مروري من أمام وزارة الداخلية في الطريق إلى أحياء تقع فيها مقرَّات مجلس النوَّاب ومجلس الوزراء وفندق موفنبيك؟
المهم.. أنا مزكوم.. وعلى سكان الجراف الحيطة والحذر.. ولقد أعذر مَنْ أنذر.
* أنتم - أيضاً - لا بدَّ أنكم تتعرَّضون لهذا الاستفزاز من كل هذه الأخبار التي تكشف حجم تفريطنا بأمور كثيرة تتعلَّق بالسيادة.. ومع ذلك لا يشعر كبارنا بخطورة الاحتقان الشعبي بالسلبي من التفاعل تجاه قضية تستحقّ ما هو أكبر من الصمت وإعلان الاستضراب.
* الخاطفون اليمنيون للضيوف الأجانب يكرِّرون أفعالهم.. وهذا الأمر عادي في زمن انفلات العيار وانحدار مفاهيم المواطنة.. لكن ما ليس عادياً هو أن الإفراج عن المخطوفين الأجانب لا يتمّ إلاَّ عبر صفقات سرِّية بين دول شقيقة وبين الخاطفين.. فيكون الشعب وأجهزته كالزوج المخدوع.. آخر مَنْ يعلم.
* السفير الأمريكي لا يتوقَّف عن الإفتاء الصارم بأمور تنال من السيادة.. وكأنه طائرة بدون طيَّار.. وآخر ما قاله هو إعلانه للشعب : أنا وباسندوة باقيان في مناصبنا في صنعاء.. ولن نتغيَّر.
* قَطَر تحرِّر رهينة سويسرية مخطوفة في اليمن.. وسلطنة عُمان تحرِّر الزوجين الفنلنديين وصديقهما النمساوي دومنيك بمليون يورو.. ورئيس فنلندا يعبِّر عن ارتياحه.. فيما الخارجية الفنلندية تشكر النمسا وسلطنة عُمان ولا مَنْ يشكر حكومة اليمن.. المهمّ فلوس بالهبل تعقِّد الأمور أمام نائب القنصل السعودي عبداللَّه الخالدي.. ومن غير المعروف مَنْ سيتصدَّى لمهمَّة إطلاق المختطفين المصريين اللذين يعملان في مصنع باتيس في أبين.
وحدها اللجان الشعبية حرَّرت طبيبين تابعين للصليب الأحمر.. ربَّما بالفاتحة.
* ورغم أن الخطف والاختطاف صار من الحضور المتشابك والمعقَّد الذي يفضي إلى كثير من المواقف التي تنال من السيادة إلاَّ أنه لم يتمّ الإعلان عن افتتاح معهد للتعاطي مع جرائم الاختطاف.. منعها قبل وقوعها.. وطرق مواجهتها والتعاطي المحلِّي بعد تنفيذها.
* الأفارقة يختطفون الصيَّادين اليمنيين في البحر.. ويمنيون يختطفون عرباً وأجانب في البرّ.. والحكومة عند الحالة نفسها من الاستضراب.. خطف للأرزاق وخطف للأرواح على ذمَّة الأزمة.. ومعالجات من خارج الحدود تعطي الانطباع بأنه لم يعد في اليمن سوى مجموعة الخاطفين ومجموعة المخطوفين.
* وكنت أودّ ترحيل بقية العمود إلى صفحة أخرى لولا ارتفاع صوت النشيد : «لن ترى الدنيا على أرضي وصيَّا»!!