هالني الرقم الذي أعلنه مركز الإعلام الأمني عن عدد ضحايا الحوادث المرورية في اليمن خلال 12 عاماً التي أودت بحياة أكثر من 31 ألف شخص وإصابة أكثر من 210 آلاف وبخسائر مادية بلغت أكثر من 34 مليار و720 مليون ريال ولو حسبناها بطريقة أخرى نجد أن هذه الحوادث تودي بحياة مواطن يمني كل 3 ساعات .
هذه الأرقام المعلنة تستحق الوقوف عندها طويلاً بل يجب على الدولة والحكومة أن تعلن حالة الطوارئ في كافة إرجاء البلاد وفي كل أجهزة الدولة لوقف هذا النزيف من الدماء التي تذهب بسبب الحوادث المرورية ووضع معالجات جذرية لهذه الحرب الغير معلنة التي حصدت أرواح عشرات الآلاف من اليمنيين وستستمر في حصد المزيد ما لم نتحرك عاجلاً ونتحمل مسئوليتنا أمام الله وأمام أبناء شعبنا المغلوب على أمره.
صدقوني لو أن هذا الرقم أعلن في دولة أخرى لكان قلب الدنيا وأقامها ولم يقعدها لكننا في هذه البلاد تمر علينا أشياء كثيرة دون أن نحرك ساكناً وكأن الأمر يعني دولة أخرى بعيدة عنا تماما ويعني مواطناً آخر غير المواطن اليمني.
حرام علينا أن نسكت وأن يمر علينا هذا الأمر دون أن نحاسب أنفسنا ونعرف أسبابه وكيف نعالجه بشكل علمي ودقيق من خلال دراسة من الواقع تبحث في الأسباب وتعالج القضية من جذورها ويتم تحديد المسئوليات ،وأن نبني عليها رؤية وطنية للحد من الحوادث المرورية ووقف نزيف الدم اليمني في حرب غير معلنة يدفع ضريبتها الوطن والمواطن .