احتفلت يوم أمس صحيفة "اليمن اليوم" بالذكرى الأولى لصدورها، بفرحة غامرة كانت بادية على وجوه الجميع الذين كانوا يعيشون أجواء عيد حقيقي..
صحيفة "اليمن اليوم" هي أكثر من صحيفة.. كأنها نُسخة مصغَّرة من اليمن.. تتَّسع للإصلاحي والاشتراكي والناصري والبعثي والحوثي والسَّلفي، ولا تضيق برأيٍ أو تتجاهل أصبعاً يوجِّهها أحدهم لانتقاد خطأ.
لصحيفة "اليمن اليوم" طاقمٌ متميِّز يحملُ الصحيفة في عينيه، وكلُّ واحد منهم يراها كما لو أنها بيته الثاني، وهي كذلك، لأنها أُسرةٌ صحفيَّة كلُّ فردٍ فيها يكمِّل الآخر.
مقصُّ الرقيب لم يجد له فيها حيِّزاً، ولو بسيطاً، لعلم الجميع أن هذا المقصّ صدئٌ، ولم يعد بإمكان أحد استخدامه، لأنه أصبح غير مُجدٍ منذ أن قامت الوحدة اليمنية على التعدُّدية السياسية وحرية القول والتفكير.. وكم كان البعض مخطئاً في نظرته تجاه هذه الصحيفة التي تُجسِّد اليمن، وتحتوي ما يضيق به سواها.
"اليمن اليوم"، خطوة جريئة في عالم الصحافة، حقَّقت نقلةً نوعيةً خلال سنة واحدة فقط، ربما تكون هذه الـ"سنة" أشبه ببثٍّ تجريبيٍّ لدى الغير، لكنها كانت واقعية وجادَّة من أول عدد، ولم يكن للتجريب فيها ما يوازي مساحة خبر صغير.
ارتبط ميلاد "اليمن اليوم" بعيد الوحدة اليمنية، وتزامن صدورها أيضاً مع الحادث البشع الذي راح ضحيته عشرات الجنود في ساحة السبعين.. والغريب في الأمر الصمت الذي تبديه الدولة تجاه هذه الحادثة، أو بالأصح العجز الفاضح تجاه ضبط القتلة الذين ما زالوا يتجوَّلون بكلِّ حرية ويعيشون بأمان تامّ، نتيجةً لعدم التفات الدولة إليهم أو إبداء محاولة منها للبحث عنهم، كأنها تنتظرهم أن يقوموا بعملية أخرى لكي تضبطهم مُتلبِّسين!!
"اليمن اليوم" لا ترتبط بأحد، ولا تهتمُّ بتلميع أحد.. لذلك ستبقى وجبة يومية نظيفة لا يُلوِّثها شيء ما دامت تنتهجُ هذا النهج، وما دام صدرها مفتوحاً لكلِّ ما يضيق به الآخرون.