لو سقطت السخواي وأخواتها في ظل حكم النظام السابق لقامت الدنيا في وسائل الإعلام وتضاربت التحليلات والتخمينات، كما حدث هذه المرة بالضبط، تأخذ عمرها الافتراضي.. وأزمة وتعدي.
لا وزير دفاع سيقدم استقالته، ولا قائد القوات الجوية سيفعل ذلك، الجميع سيظل بانتظار ما سيقوله الصندوق الأسود ليتم تحريفه بما يتوافق مع متطلبات اللحظة.
لم يكن أحد عنده الاستعداد لتحمل المسئولية كرجل شجاع يحترم الوطن ويحترم الوظيفة وقبلها يحترم نفسه.
طيب.. سقط النظام السابق قبل مهرجان سقوط الطائرات، وتمكن الربيع اليمني من الحكم وحلت الكارثة في قطاع الطيران الحربي، ثلاث طيارات عسكرية والرابعة أصيبت بوقت قياسي، شباب الربيع العربي وحتى شباب الصيف والشتاء والخريف بانتظار ردة فعل الحكام الجدد، أبطال ثورة الشباب.
سقطت الأولى.. الثانية.. الثالثة، لا وزير دفاع استقال ولا قائد القوات الجوية فعل ذلك ولا مسئول في سلاح الجو أو الأرض تحمل المسئولية وأثبت أن ثمة تغييراً قد حدث بالفعل في هذه الزاوية المنكوبة من الأرض.
ضجت وسائل الإعلام وخرجت التحليلات والتخمينات والتشاعيب كما يفترض بالضبط، ثم هدأت، تكرر السقوط وتكررت معه الحركة ذاتها، لا أحد يريد أن يثبت لنا أنه يحترم الوطن والوظيفة ويحترم نفسه.
الديمة.. الديمة، حتى الباب ما خلفوهش، وهذا أحد إثباتات فشل الربيع اليمني الذي لم ينجح في شيء.. فقط ساعد على تغيير أشخاص بآخرين من نفس الطينة والثقافة والمفهومية، وربما أقل خبرة وأضعف جهداً.
أحلام الربيع اليمني طلعت فشوش، فلا تغيير ثقافي حدث، ولا تطور سلوكي، ولا تغيير مجتمعي لمسناه، حتى الدولة المدنية الحديثة باين عليها غيرت رأيها ومش جاية خالص.
مساكين الشباب الحالمين بيمن سعيد، وتحمسوا كثيراً لحدوث تغيير شامل في الوعي يساعد على نقل بلدنا من مربع ثقافة الشيخ والقبيلي والعسكري إلى ثقافة المجتمع المدني الحديث، مجتمع العدل والمساواة والحرية.. مجتمع يقدس الإنسان ويحترم وجوده ويعمل من أجل تحقيق أعلى قدر من السعادة والرفاهية لأبنائه.
سقطت الطائرة الأولى والثانية والثالثة على رؤوس أهل صنعاء، دون أن نشهد ردة فعل معينة تثبت أن شيئاً قد تغير بالفعل، سوى انتظار الطيارة الرابعة والخامسة والسادسة.