· دخل إلى غُرفة الطبيب النفسي وهو يصيح: أشتي أمووووت يادكتور.. عندي اكتئاب.
وبعد الفحوصات ونتائج الأشعة اكتشف الطبيب أنهُ "راتب" مُصاب منذ مدة بتقلص في العلاوات، والمكافآت، إضافة إلى أقساط في العمود الفقري وتضخم في الالتزامات يتوسع في كل يوم وبشكل مخيف.
· تقرير الطبيب النفسي أفاد بأن "الراتب الشهري" لم يعد بحاجة لمزيد من المهدئات التي تصرف في الغالب أثناء مواسم الانتخابات، بل يحتاج الى عملية انتحارية تعيد لهُ بهاءه واحترامه.. وتحسن من سمعته أمام الخلق، لأن ظروف الحياة القاسية مرمطت بكرامة أبوه.. ومسحت به البلاط ؟!.
· المشكلة أننا نسميه "مرتب" وذلك ليس من باب الدلع،بل لأن مهمته مساعدتك على ترتيب حياتك طيلة الشهر.. أما حين يصبح بين يديك مثل فُص ملح وذاب فليس من العدل ولا من اللباقة والأدب أن نسميه "مرتب" بل نسميه "مُكذب" على اعتبار أنه أحلى كذبة ينتظرها الموظف آخر كل شهر !
· يتحدث الموظفون عن "الراتب" بخجل لكأنهم يتحدثون عن زوجة خائنة!
وبعضهم لا يستطيع أن يخبئ مشاعر السخط، فتجده منفعلاً يقنعك أن هذا المرتب "عميل" ولا يمكن أن يكون مرتباً وطنياً على الإطلاق، ذلك لأنهلا يعمل لصالح الوطن بل لصالح المؤجر والمقوت والبقال!
· اللصوصبطبيعة الحال لا يعنيهم من هذا المرتب أو "المكذب" أي شيء.. هم كبار أمام هذه التفاهات التي توجع الموظفين كل شهر..ولهذا لا يشعرون بما يعانية الناس، ولن يشعروا لأنهم أصلاً من غير شعور ؟!
[email protected]