* أمَّا والكلام الحلو يملأ وسائط الادعاء الإعلامي الأجوف فَلَيْتَه يملأ القلوب!! والاستهلال موجّه لكل هؤلاء الذين يقولون ما لا يفعلون.
* أمام الملأ وفي الرسائل ينشدون ويناجون الأحلام.. وفي الغرف المغلقة المظلمة يصدرون الشرور وينفذون أجندة حزبية تضع الوطن في قلب الخطر.
* وحتى لا ننخدع علينا أن نتذكر أن هؤلاء ليسوا أحسن من بعض الذين كانوا يصلّون خلف الرسول صلى اللَّه عليه وسلَّم ومع ذلك نزل من السماء ما يفضح نفاقهم.
* اليمن أيها الناس وإن توقفت المواجهات بالترحيل والوصاية وتوازن الخوف تحتاج ما هو أهم من الكلام.. تحتاج إلى مواقف تستلهم قيم التسامح والعفو بعيداً عن أي أيديولوجيا منحرفة تسعى للسيطرة والاستحواذ على القرار والمقدرات وحتى العقول.
* واليمن تحتاج إلى إغلاق ملف الماضي وعدم النظر إليه إلا من باب استخلاص العبر حتى لا تتكرر الأخطاء.. إغلاق ملفات الماضي بكل ما فيه من الجراحات هو الحل وغير ذلك ليس سوى المزيد من تسميم الأجواء.
* ثمرة التطرف والغلو المزيد من التطرف الذي يتجاوز قانون الفعل ورد الفعل إلى ما هو أخطر منه.. فهل من سبيل للاعتراف بأن البلاد صارت مفخخة.. مفخخة بتداعيات الجرائم الجماعية ومفخخة بالسلاح فوق السلاح ومتضخمة بكبار وصغار يرفضون التوقف عن الشتائم وعن التنابز والسباب.
* وكما أن على المتحاورين أن يواصلوا إنجاز مهمتهم دونما قفز على ضوابط الحوار وأخلاقه فإن على العناصر السياسية التي فضلت التواري أن تكف عن النفخ بذات مسؤولية الحكومة وواجبها بالكف عن الاكتفاء من المهمة بإرضاء صقور الأحزاب وتقديم ما يثبت جاهزيتها في توجيه رسائل طمأنة في قضايا الأمن والمعيشة والخدمات.
* الحكومات في العالم المتقدم والمتخلف تشجع على إشاعة الرضا والابتسامة ولا تسبق إلى البكاء كنائحة مستأجرة.. والوزير أو الوزيرة يعمل ولا يهرب من واجباته إلى الاعتصام. ولن يكون المسؤول، كبيراً أو هامشياً، مسؤولاً إلا إذا تشبّع بقيم العدل والمساواة والنظر إلى جميع مَنْ يديرهم وكأنهم عينان في وجه.
* ومن حسن حظ هؤلاء وأولئك من الذين استأسدوا بالربيع والتغيير أن عندهم الفرصة لتوجيه البصر مرتين.. مرة إلى ربيع العرب وربيع تركيا وما فيه من أمور تحتاج إلى استنساخ الكثير من أمثال باسم يوسف.. ومرة إلى المرآة التي تكشف ملامح الذات وتحذر من غلو وشقاوة مَنْ يعيشون في بيوت الزجاج.