اشتباكات وقتلى وجرحى في ساحة الأمن القومي.. مواجهات في شعوب.. قتيل وجرحى في سنحان.. قتيل و 11 جريحاً في شملان..!!
ماذا حدث حتى تستيقظ صنعاء على كلِّ هذه الأخبار التي تجعل الشريط الإخباري يسيل دماً.. وحين تنتظر نشرة الأخبار يفاجئك المذيع بابتسامته الصفراء وهو يقول: أسعدتم بالخير صباحاً، ثم يقرأ أخباراً ليس فيها أي خير، حسب قول الصديق أسامة الذاري.
أخبار سيئة تجعلك تلتفتُ يمينا ًويساراً، كقرويٍّ يدخل المدينة للمرة الأولى، لتتأكد أنك في صنعاء التي كانت تُسمَّى "المحروسة"، حين كان اليمن يُسمَّى "اليمن السعيد".
الانفلات الأمني أصبح اعتياداً، ولم يعد الناس يقلقون حين يسمعون أصوات الأعيرة النارية الثقيلة، بعد أن كانت الألعاب النارية تجعل الأمن يسرع لضبط من يقوم بهذه الألعاب، فماذا حدث، وهل هناك من يخطِّط لصنعاء أن تصبح بركةً للدم وساحة لتصفية الحسابات؟
السلاح متواجد بكميات هائلة ومخزَّنٌ لوقت الأزمات، والمواطن يمرّ بسيارته من نقاط التفتيش وبندقه إلى جواره، ويدخل سوق القات متمنطقاً بندقه على مرأى ومسمع من سيارات الشرطة الواقفة في الجولات، التي يكتفي أفرادها بالجلوس داخل السيارة والبقاء في الظلِّ، بعيداً عن الشمس، لاستماع الأغاني التراثية، وأنَّسَ الله بحياتكم.. وكأنه لا يعنيهم شيء من هذه المظاهر!!
أينما يتواجد السلاح سيتواجد الخوف والموت.. ومتى غاب دور وزارة الداخلية فمن البديهي أن تجد ثقافة السلاح والقتل والإرهاب هي السائدة، ويصبح الأمان واحداً من أساطير ألف ليلة وليلة.. حينها يصبح الموت اعتيادياً ومجانياً كلقاحات شلل الأطفال.
وزارة الداخلية هي الجهة المعنيّة بحفظ الأمن والاستقرار.. لكن ربما لأنها بيد الإصلاح فستجد من يختلق لك ألف مبرر لهذا الوضع المنفلت.. وأجزم أنها لو كانت بيد المؤتمر- في ظل وضع أمني متدهور ووزير صامت كهذا- لخرج الإصلاحيون في مسيرات يومية تندد وتسخط وتنادي بعزل الوزير.