انشغل الناس بموضوع طرد الشيخ علي عبدربه العواضي من قاعة مؤتمر الحوار الوطني، ونسوا القضية الأهم.. وكأن أسرتي "أمان والخطيب" لا عزاء لهم ولا بواكي.. تماماً كما يركّز البعضفي قضية تفجير دار الرئاسة على قداسة المسجد، وحرمة جمعة رجب، مع أن دم الإنسان أقدس من الكعبة الشريفة.. وأن دماء الذين استشهدوا في المسجد أقدس من أحجار المسجد التي دُمِّرت.. وكما انشغل الناس العام الماضي بعيد 22 مايو وهل سيتم الاحتفال به بعد سقوط عشرات الشهداء والجرحى من جنود الأمن المركزي، ولم يتساءل هؤلاء عن القتلة وعن دور وزارة الداخلية تجاه تعقُّب وضبط من قاموا بهذه الجرائم!!وما زال مرتكبو هذه الجرائم طلقاء كطلقاء بني أمية بعد فتح مكة.
الحروب وسفك الدماء وإزهاق الأرواح وإقلاق السكينة العامة، والعبث بمقدرات الدولة، وضرب أبراج الكهرباء، وأنابيب النفط، والتقطُّعات، كلها ثقافة ذكورية تسيطر على كلِّ مفاصل الدولة والمجتمع..
فلو كانت النساء تحكم اليمن لكان هادئاً وهانئاً، كما كان حين حكَمت أروى بنت أحمد الصليحي، وبالتأكيد لو حكمت اليمن امرأة، وصار نصيب النساء في حقائب الوزارات ومقاعد البرلمان أكثر من الرجال لتحسَّن الحال ولعمَّ الأمن والاستقرار.. فالنساء لا يمكن أن يقمن بمجازر بشعة كالتي يرتكبها الرجال على مر التاريخ.
في هذا العصر أصبح معظم الرجال عاجزين عن إدارة شئون البيت، لذلك يوكلون هذه المسألة إلى زوجاتهم، والكثير يستلم راتبه ويعطيه لزوجته لتقوم بتدبير مصاريف الشهر كاملاً، لعلمه أنها أكثر تدبيراً وحكمة منه.. والكثيرون أيضاً لم يعودوا يجدون الوقت لتربية الأولاد ومتابعتهم دراسياً والمذاكرة لهم، فتقوم الأمهات بكلِّ هذا.. وحين تكون المرأة قادرة على إدارة بيت وتمشية مصاريف الشهر كاملاً بالمرتب فهي قادرة على إدارة وزارة أو مؤسسة.