ما الذي عمله محمد مرسي للإسلام غير أن الخمور كانت تباع في عهد مبارك بنظام عيني عينك و(برقوق يا أهل السوق) فقرر مرسي أن يأخذ عليها ضرائب؟..
* وما الذي عمله مرسي للقضية الفلسطينية غير الدفع بحركة حماس لأن تتعهد بعدم الاعتداء على إسرائيل؟
وفي الداخل المصري ما الذي قدمه مرسي من إنجاز أو مؤشرات إنجاز تميزه عن مبارك..؟
* على العكس.. كان مبارك يمارس الإقصاء والظلم للإخوان المسلمين، فإذا بالإخوان بعد وصولهم إلى السلطة يعملون على إقصاء كلِّ من ليس موجوداً على قوائم من كان يسميهم "أهلي وعشيرتي".
* انشغل محمد مرسي عن إدارة أزمة سد النهضة الإثيوبي الذي يهدد النيل بزوبعة قطع العلاقات مع سوريا وبإحداث شرخ عميق في العلاقة مع دول الخليج ليصل فقراء مصر إلى قناعة بأن "بتوع ربنا" الذين التحموا بالفقراء وهم طريدو نظام مبارك استبدلوا ما كانوا يقدمونه من الزيت والسكر والأرز بالإقصاء الذي ما أن يصاب به نظام حتى يفتح على نفسه باب جهنم ولو بعد حين..
* وفي الأحوال الطبيعية فإن السلطة محرقة لأي نظام جديد.. أما إذا كانت إدارة الأمور على طريقة مرسي وجماعة الإرشاد فإنها تصبح محرقتين، بدليل تلك الملايين التي ملأت ميادين وشوارع مصر تطالب برحيل رئيس قبل أن يوقد الشمعة الأولى من حياته في القصر..
* ويحكي الصحفي المصري الأشهر محمد حسنين هيكل أن قائداً إخوانياً قال له: ماداموا استعجلوا السلطة فإنها النهاية.. وهذا ما حدث، رغم أنهم ما يزالون عند ذات قدرتهم على حشد الناس ما ينذر بمتواليات شرعيات الشوارع.
* ومن الحق أن لا يُقر عادل استدعاء النظام المصري الجديد خبرة نظام حسني مبارك في ملاحقة الإخوان المسلمين والزج بهم في السجون كما يحدث الآن.. وليس في المعايير المهنية المحلية والدولية وزمن التعدد الحزبي والتنوع الإعلامي إخراس الصوت الآخر حتى لو كان إخوانياً، لأن الإقصاء لا يورث غير الثأر..
* ومع ذلك فالأمل أن يكون الذي حدث مجرد إجراء استثنائي سرعان ما يعود التعاطي مع الجميع ليس بالهوية الحزبية وإنما وفقاً للقانون والمواطنة المتساوية.. وهذا ما نتمناه من زمن بعد مبارك ومرسي...!!