حزب الإصلاح يدين ما حدث في مصر، ويعتبره انقلاباً عسكرياً، تورطت فيه شخصيات دينية، ومدنية.. أما الدينية فهي الأزهر، والكنيسة، وأما المدنية فالبرادعي وصباحي، هؤلاء فقط، أما ملايين ثورة "تمرد" التي شاهدها الإصلاح فلا دور لها في إسقاط حكم المرشد، ولا دور أيضاً للجماعة الفاشية القاتلة الفاشلة الغبية في سقوطها.
اثنان من قيادات حزب الإصلاح حلَّلا ما حدث تحليلاً علمياً دقيقاً.. الأول عضو الهيئة العليا لحزب الإصلاح عبدالله صعتر، فعنده أن إسرائيل أمرت جيش مصر ليقوم بانقلاب عسكري، خاصة وأن جيش مصر أغلق الأنفاق التي حفرتها حماس من غزة إلى داخل الأراضي المصرية.
والثاني هو محمد اليدومي، رئيس الهيئة العليا للحزب، الذي جادت قريحته بالتالي: الجيش التركي وقف حجر عثرة أمام المد الإسلامي لعشرات السنين ولم يفلح، والجيش المصري الذي عزل مرسي كان يعمل منذ عشرات السنين وحتى اليوم، على وقف المد الإسلامي ولن يفلح، لأن الإسلام قادم!.
ولا واحد يسأل صعتر لماذا تتحسر إسرائيل لسقوط حكم الإخوان المسلمين، إذا كانت قد أمرت جيش مصر بالانقلاب عليهم، لأنه لن يجد جواباً، كما لن يجد اليدومي جواباً لو سئل أين كان الإسلام محتجباً، لكي يباغت المسلمين من جديد؟!
الموضوع برمته رد فعل غير رشيد صدر تحت تأثير النكسة.. ليس لديهم استعداد لفتح عقولهم وعيونهم لرؤية ما جرى، وفهم ما حدث، وكيف ولماذا؟ الحاضر في أذهانهم دائماً هو الجماعة المقدسة.. ولذلك لا مانع من اتهام الجيش المصري بأنه يعمل تحت إمرة إسرائيل، وأن رسالته منذ عشرات السنين وإلى اليوم هي محاربة الإسلام، ولا يرون حرجاً في إنكار عشرات الملايين التي رآها العالم تهتف في شوارع مصر لإسقاط حكم الإخوان، واستطاعت أن تجمع حولها الأحزاب السياسية والجيش والمؤسستين الدينيتين الإسلامية والمسيحية.. أليست هذه كلها هي التي وضعت جماعة الإخوان نفسها في حالة خصومة معها؟ فإذا كان الأمر كذلك فلم تعيبون على الثورة المصرية حكمتها؟
والإخوان المسلمون وحدهم هم الذين يسوِّقون لمصطلح "الانقلاب العسكري"، بينما لا نرى ولا يرون عسكرياً واحداً في الإدارة الجديدة، التي يقودها قاضٍ هو رئيس المحكمة الدستورية العليا.. عشرات ملايين المصريين ثاروا على حكم الإخوان الفاشلين ليسوا ثواراً بل انقلابيين، لأن الثورة بنظر الإخوان هي التي تأتي بالجماعة إلى الحكم، أما الثورة التي تسقط الجماعة فهي انقلاب عسكري إسرائيلي.