* الشعب الذي حقق حلمه التاريخي في إعادة الوحدة اليمنية يسأل صراحة وضمنا.. ما الذي يرتبه ساسة القوى الحزبية والمجتمعية في أمر الوحدة اليمنية، التي اختزلت في معترك الأزمة وخارطة المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار عنوان القضية الجنوبية ..
*وهذا السؤال وملحقاته من الأسئلة يحتاج إلى إجابة سريعة تليق بأفق الإشراق الذي يتبارى البعض بمثابرة لتغطيته بما تيسر من قطع ليل يجب أن تتبدد انتصارا للحكمة من الجهل .. وللوحدة من التشرذم.. وللنور من الظلام والظلم.. مهم جداً حسم المواقف من الوحدة، لأن قضايا كثيرة تتعثر على أبواب قضية ستحدد شكل وبناء الدولة.
* الوحدة ليست مفردة قابلة للمسح والكتابة من أول السطر.. وما اعتور مشوارها من الأخطاء قابل للتصحيح.. ولا بأس من التعاطي مع النقاط الشرطية الاستباقية، مادامت تحت سقف الوحدة، وتؤدي إلى تقوية أركان بنيان يجتهد بعضنا لوضعه تحت طائلة التصدع.
* ليس صحيحا القول بأن اليمنيين استعجلوا في إعادة وحدتهم في مايو 1990.. على العكس.. لقد أخذت الحوارات السياسية بين قادة الشطرين وقتها الكافي.. استفتاء وتحقق.. نشيد وردده الأطفال في مدارسهم.. واقع تشطيري وكان عليه أن يرحل.. أسره يمنية ممزقة ومن الطبيعي أن تلتئم ..
- حدثت أخطاء نعم.. ولكن من قال بأن الأخطاء غير قابلة للتصحيح إلا باستدعاء الكوارث..؟
ومن قال بأن الوحدة اليمنية كانت مجرد قرار سياسي أو حدث طارئ، أو أن اليمنيين كانوا في قضية وقرار الوحدة مجرد عابري سبيل!
* اندماجيه أو فيدرالية.. لابد من المحافظة على وحدة التراب وتداخله، وذوبان الكل في واحد والواحد في الكل.. ومن المغامرة أن تتم "الأقلمة " على أساس يمهد للتشظي، كأن يتم تقسيم الجنوب إلى أقاليم، وتقسيم الشمال إلى أقاليم، وما ذلك إلا الخطوة الأولى نحو التشرذم الأكبر .
- لا بأس في أن نكون إقليمين أو ثلاثة أو أربعة، ولكن بما يلغي الحدود الشطرية السابقة .. ولا بأس أن يكون في اليمن إقليم أوله في المهرة وآخره في صعدة، وآخر يبدأ من عدن جنوباً وينتهي شمالا في حجة.
*أعرف أن هناك من لا تعجبه هذه اللغة، لكن الوحدة حقيقة والحقيقة مُرة.. والصراحة من عناصر القوة، والقوة هي تحديد الهدف المحكوم بالوطن وأخلاقه وأحلام ساكنيه ..
وحسب كل متفائل ببقاء الوحدة اليمنية شامخة، أن يدرك أن الوحدة حق، وما سواها "الباطل"..