كان المحقق والمؤرخ الشيخ محمود شاكر، من الذين تابعوا جماعة الإخوان المسلمين منذ ميلادها، إلى أن توفي عام 1997، وكانت قيادات الجماعة تحضر مجلسه، وله معها مناقشات كثيرة، لكنه في الأخير جافاهم بعد أن عرف خواءهم الفكري وتعصبهم الديني، وعبادتهم لشيوخ مكتب الإرشاد، وكذبهم وتزييفهم.. وقد ضاق مرة منهم فقال لهم: من يريد منكم أن يتعلم مني، أو يناقش معي، فليترك ما في رأسه مع حذائه الذي يخلعه عند باب بيتي! وقال إن الإخوان المسلمين يذكرونه بتعصب أصحاب العقائد، ومجرمي سجن ليمنا طره المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، وإنه لم ير نظراء لهم إلا أولاد الليل في الصعيد!
وهذه بعض من حقيقة جماعة الإخوان المسلمين، وليس كل الحقيقة، فالضحالة الفكرية سمتهم، والتعصب منهجهم، والنفعية ملتهم، والغش والتدليس والتزييف مذهبهم، والكذب والخداع دينهم، وهم مصدر العنف ومعلميه، وهم حملة راية التكفير، ومن جماعتهم خرجت الجماعات المتطرفة والإرهابية المعروفة اليوم في العالم.. وانظروا ما تفعله الجماعة الأم في مصر اليوم، ومن الذين يقفون إلى جانبها، بعد أن استغلت فترة عام واحد من حكمها لتجلب وترص إلى جانبها المجرمين والإرهابيين الذين يقتلون شباب مصر، وجنود جيش مصر وشرطة مصر.
ذلك هو منهج الجماعة الذي قال حسن البناء: إن "على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج كله من الإسلام، وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة".. ومن خرج عن منهج الجماعة هذا كافر انقلابي خارجي، ويجب أن يؤخذ " هؤلاء الخوارج على رأي الجماعة بمنتهى الحزم"، كما قال إمامهم البناء.
الإخوان المسلمون في مصر يستأسدون على الشعب المصري، لأنهم تربوا على عقيدة "الفئة المختارة" التي تجعلهم يشعرون- على قلتهم- أنهم الأسياد، وأن أكثرية الشعب غوغاء وبلاطجة، وهو شعور تولد من التربية الانعزالية التي أسسها حسن البناء، فقد قال في وصيته: "أيها الإخوان المسلمون، هذه منزلتكم، فلا تصغروا في أنفسكم، فتقيسوا أنفسكم بغيركم.".. يعني أنتم لو ساويتم بينكم وبين الناس غير المنتمين للجماعة تكونوا قد صغرتم وحقرتم أنفسكم!
ولذلك هم يتعصبون اليوم لرئيس الجماعة ومرشد الجماعة وحزب الجماعة، ويعتبرون حكمها الفاشل خلال عام أنموذجا إسلاميا، يريدون استعادته.. إنها صفاقة وقلة حياء، وإلا بالله عليكم ماذا سيفعل مرسي لو رجع إلى الرئاسة بعد أن قدم هو وجماعته تجربة مخزية لا مثيل لها في تاريخ البشرية؟