من كان يصدق أن يفقد النص الديني قدسيته بسبب سوء التوظيف السياسي للدين على هذا النحو المخيف؟ وهل دار بخلد أكثر المهنيين تشاؤماً أن يلهث منبر الخطابة والدعوة في الإعلام وراء السياسي إلى الحد المنفلت..؟
* ضحايا الفكرة الدينية المغلوطة إلى تزايد وضحايا التضليل والزيف الإعلامي إلى تكاثر.. فلا مرجعيات الأمة الإسلامية انتصروا لصحيح الدين.. ولا الإعلام الشريف كسب معركته مع التضليل..
* وكان السياسي ما يزال في مقدمة اللاهثين وراء تنفيذ المخططات الصهيونية كأدوات لم تستح فامتلكت قدرة آن تعمل ما شاءت دونما خوف من الله أو حياء من خلقه.. حتى وصلت البلاد العربية حد الحيرة أمام الشاب العشريني وهو يفجر نفسه وسط الجموع مؤمنا أن في ذلك تأشيرة سفر إلى الجنة وحورياتها.
* ذات يوم استخدم الاستعمار القديم سكين سايكس بيكو لتقسيم العرب إلى دول غير مسموح لها بأن تغادر شرانق التنافر والخصومة حتى لا تتوحد قواها النفطية والبشرية وتشكل قوه من أي نوع..
وفي مطلع التسعينيات كانت الولايات المتحدة قد بدأت خطتها الطويلة في تقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وهو ما تم وصفه فيما بعد بخطة الشرق الأوسط الجديد.
* ورطوا العراق في حرب طويلة مع إيران.. ثم قامت السفيرة الأمريكية في بغداد باستدراج صدام حسين إلى غزو الكويت لتوفر مبرر الانقضاض على الجيش العراقي وتدميره.. وما يزال مشهد تدمير الجيش السوري ساخناً بالتزامن مع مساعي إدخال الجيش المصري في نفس الحالة الاستنزافية.
* ودائما كان الإسلام السياسي والعزف على خلاف المذاهب هو الوقود وهو الفتيل رغم أن ما يجمع السنة والشيعة يكفي لتحقيق وحدة إسلامية ترتعد لها فرائس الأعداء.. ولكن من يقنع ويسكت دعاة التحريض المذهبي والطائفي والتكفيري الذي يغفل حقيقة أنه لم يكن في العراق صراع سني شيعي اجتماعي فالأب سني والأم شيعية والعكس فما الذي تغير في العراق حتى تفخخ الأسواق وأي عدالة في احتشاد عشرات آلاف المسلمين للقتال في سوريا وهل يمكن المزايدة على إسلام أرض الكنانة التي ردت هجوم التتار والصليبيين..؟؟؟
* كارثة كبيرة أن يلتقي أصحاب العمائم والكارفتات السنة والشيعة على سباقات إيراد الأمة العربية والإسلامية موارد التهلكة.. وكارثة أن يتفانى هؤلاء وأولئك إلى أجندة الأعداء لتدمير كل ما هو عربي بمفهوم السمع والطاعة العمياء وتنحية كل صوت مؤمن عاقل يدعو لأن يفيء الجميع إلى أمر الله..!