يتم حزب المؤتمر الشعبياليوم السنة الواحدة والثلاثين من عمره، وقد دخل بداية عقده الرابع قوياً متماسكاً،رغم الهزات التي تعرض لها.. وجماهيريته تزداد رغم أن أقواماً زعموا أنهم تغيرواويحدثون التغيير، قد بشروا بانهياره بمجرد خروجه من السلطة، بل وذهبوا إلى قطريعلنون من هناك أن أول قرار ستصدره حكومتهم الثورية هو حلُّ المؤتمر ومصادرهممتلكاته وسجن قياداته، وكان هذا هو التغيير الذي سعوا إليه، لكنه لم يحدث.
والتغير الذي حدث هوأن المؤتمر تغير، والمؤتمريون تغيروا، ولم يتغير الآخرون بعد الأزمة، ولكي يواصلالمؤتمر التغيير، عليه أن يتم كل الشروط التي لا بد منها لكي يصبح حزباً جماهيرياً،ولا بد أن يضع قضايا المواطنين وهمومهم في جوهر نشاطه وحركته دائماً، سواء في العمليةالسياسية أو في المجال العام، ولا يركن إلى منجزاته السابقة، وبرنامج عمله السياسيالجديد ينبغي أن يكون برنامج قضايا، يجسد التناظر الثنائي بين الحزب والمواطنين،بحيث تنسجم أولوياته وقضاياه مع أولويات وقضايا المواطنين.
لكن، قبل ما هو استراتيجي،وعلى المدى البعيد، هناك ثلاث قضايا آنية ينبغي أن ينشغل بها المؤتمر.. الأولى، هيمخرجات مؤتمر الحوار الوطني، التي ينبغي أن تكون نوعية، وعلامة على حدوث التغيير..والثانية، ينبغي أن يتمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلى النهاية،وأن يقاوم كلَّ المحاولات الرامية إلى تمديد فترة الحكومة الفاشلة، أو تأجيلالانتخابات النيابية والرئاسية عن موعدهما.
أما الثالثة، فما هو آنيٌّبالنسبة للعمل التنظيمي، وهو تجديد الحياة المؤتمرية وتحديثها، فالدوراتالاعتيادية للجان الدائمة المحلية، عقدت من أواخر 2008 إلى ابريل 2009، أي قبلانعقاد الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع في مايو 2009، ومنذ أكثر من أربعسنوات لم تنتظم اجتماعاتها، واجتماعات فروع الدوائر والمديريات، رغم أهمية ذلك منالنواحي التنظيمية والجماهيرية والسياسية، ولذلك ينبغي عقد الدورات الانتخابيةللجان الدائمة المحلية، وفروع الدوائر والمديريات، لكي يكون المؤتمر الشعبي جاهزاًلعقد دورة اللجنة الدائمة الرئيسية بعد مؤتمر الحوار الوطني مباشرة، ومن ثمَّ عقدالمؤتمر العام الثامن.
وقبل هذا ينبغي تفعيل ماورد في النظام الأساسي بشأن الاشتراكات، كما ينبغي فتح باب الانتساب للراغبين،وعلى قيادات المؤتمر أن تفهم أن القوة الفعلية للحزب هي أعضاؤه، ولكي تكون كثرةالأعضاء مفيدة لابد أن يكثر في صفوفنا الناشطون والمدربون كفاية للقيام بالعملالتنظيمي والسياسي.