كانت القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية ، وهي القضية التي تجمع العرب وتوحدهم وتشدهم إليها ، وتجعلهم دائما في حالة حماس و انتعاش ، وفي حالة جدل ونقاش .
وبعد ثلاثة حروب خاضها العرب من أجل تحرير فلسطين وجدوا أن حل القضية الفلسطينية لا يكون بتحرير فلسطين وإنما بالتحرر منها ومن الهم الفلسطيني .
رأى الحكام والقادة والزعماء العرب بأن قضية فلسطين غدت قضية مضجرة ومملة ملّتها شعوبهم، ورأوا أن الضرورة تقتضي خلق قضايا جديدة طازجة وساخنة حتى لا تصاب شعوبهم بالملل والضجر وتوجه غضبها نحوهم وهذا ما حدث .
راح كل نظام عربي يصنع قضية عربة جديدة وساخنة حتى يتسلى العرب بها بدلاً من القضية الفلسطينية التي غدت قضية مملة ومضجرة وباردة لكثرة ما لهى بها الجميع .
ومنذ شروق شمس العولمة وقمر التعددية وحتى يومنا هذا أصبح عندنا إلى جانب قضية فلسطين عشرون قضية عربية ليست آخرها القضية السورية .
صحيح بأن القضية الفلسطينية كانت محل أجماع عربي وكانت توحّدنا كعرب فيما بقية القضايا العربية تفرقنا وتعمق خلافاتنا لكن ليس ذلك بالمهم..
المهم هو أن هذه القضايا قضايا ساخنة تقضي على الملل وتبدد الضجر عند المواطن العربي .
وعلى سبيل المثال فإن العرب اليوم يقفون مشدودين أمام شاشات التلفاز في انتظار الحرب الأمريكية الغربية على سوريا ، ولربما ماتوا من الضجر إن لم يبدأ الهجوم اليوم أو الغد .