بين يدي صحيفة مناسباتية تتحدث عن " المرور " لكن كل ما فيها من فلاشات التحذير والتوعية تصلح لاستخدامات لا معنى لها، خاصة بعد أن اختفت الإشارات الضوئية من الجولات، وما بقي من إشارات نادرة هي إما إشارة ليس فيها غير اللون الأصفر، أو إشارة تضيء اللونين الأحمر والأخضر في نفس الوقت، وكل حي أخبر بنفسه.
* هناك في مكان قصي في الصفحة يلمع العنوان التحذيري " لا تسرع " فيذكرك ببلد يمضي بسرعة نحو المزيد من الأمور المؤلمة، رغم كل هذا التمسك القيصري باستكمال الحوار داخل اليمن ..
* أسفل الصفحة الأولى ( احذر مفاجأة الطريق ) لكن الطريق مليء ليس بالمفاجآت من نوع المذبحة التي تعرضت لها أسرة كاملة على يد إرهابي في حوث، وإنما بالمعلوم من المواجهات ودوائر الانتقام وصور إقحام المحكمة والمدرسة والمستشفى في ولاءات الأحزاب.
* وفي الصفحة الثانية ( لا تنشغل بغير الطريق ) لكننا ننشغل بأمور كثيرة ليس من بينها الطريق ومخاطره .
* وبين احذر ولا تسرع، ولا تنشغل بغير الطريق، تبرز كل الشواهد على مؤسسات دولة تتفرج على ثقافة أمزجة تهدم سيادة القانون وتهتك ستر أمن المواطن، فلا يعرف المراقب هل اليمنيون في حالة كبت سياسي وعنف اجتماعي، أم غليان معيشي، أم أن ثمة فيروس أو لعنة ..؟
* تعز منهكة بمتواليات وقوع اسم عاصمة الثقافة تحت مفارقة أن تكون عاصمة الثقافة بلا مسرح أو مكتبة، وتعاني من العطش والقمامة والجماعات المسلحة وحرب المرزاح مع قراضة ليبدو الأمر كما لو أن أفضل المحافظين يقود تعز وسط فرجة من غيره .
* صعدة وعمران وحجه وإب ومأرب وذمار .. إلخ محافظات تقول لعدن وأبين ولحج وحضرموت .. إلخ .. الحال من بعضه .. فالفقر يستنزف القدرات.. والمواجهات تستنزف الأجل.. والمظلومية واحدة.. والفضل لزواج الإدارة الحكومية الفاشلة وأطماع النافذين تحت خيمة تعصف بها رياح تغذية عوامل الفقر والفساد والثأر والصراع.
* إلى هذا الحد تغيرنا.. وإلى هذا الحد تشوهنا.. فهل من طريق مأمون غير هذه اللجان التي ما أن يعلن عنها حتى تداهمك الحاجة لأن تضع على رأسك قالباً من الثلج.
* ليس في الأمر تشاؤماً، لكن تحليل مضمون الأخبار اليومية يثير الخوف.. والخائف كما نعلم لا يفكر بشكل جيد، فيتحول إمّا إلى سلبي ضعيف.. أو إلى متهور عنيف ..!!