أود لو نسير على منهج الحكيم القائل :أن حجم الندم على الصمت أهون بكثير من حجم الندم على الكلام ولكن.. كيف ونحن جزء من واقع إعلامي وسياسي يمني نتكلم فيه بدون تفكير..نرغي بدون وعي بتبعات كثير مما نقوله رغم معرفتنا أن تسخين الماء أول خطوات العصيد ..وها هو الكلام الفارغ والمليان يفرض نفسه طريقاً تضيع فيها الكثير من بيوت القصيد..
* أمورنا تذكر بالنكتة المصرية السياسية التي تقول أخي المواطن الإخواني.. بلاش تنتظر مرسي يجي لك من السجن إحنا نوصلك إلى عنده..وهذا ما نتابعه على مدار الساعات الإخبارية وبرامج "التوك شو".
*المفروض أن اليمن بلد السياحة فيه إحدى موارده الأصيلة ولكن أي معنى للهرف مادام لا السائح يأمن من الخطف ولا التاجر والمستثمر ينجوان من القتل والخطف.. بل أنه حتى الوزراء ورئيسهم مسكونين بمخاوف عدم الأمان فلا يقدمون لنا رسائل طمأنة بعد أن ارتفعت الصرخات الجمعية.. وما منكم إلا وهو في خطر الاعتداء أو الاستفزاز فما الباقي؟!
*اختزلنا السياحة بمعاييرها العالمية.. أفواج ..وفنادق ..وزيارات وصرف الدولار واليورو والين وتشغيل للناس في أسفار الوزراء ومن يليهم من المسئولين تعويضاً عن عدم مجيء السياح أو تنظيم معارض يمنية هناك.
*واختزلنا السياحة في مهرجان صيف صنعاء المحلي الذي يبدو كما لو أن اليمنيين محرومون من الفرجة على صورهم في المرآة ما يُذكِّر بأن كل شيء عندنا يقود إلى نقطة واحدة وهي إخلاء العهدة وتبرير صرف الميزانية وفقاً للسقوف التأشيرية والسقف المرفوع للباب المخلوع.
* في الصين ينقلون المدن للأرياف حتى لا تنتقل الأرياف بحثاً عن بهرجة المدينة وخدماتها فيما نستبدل توفير مناخ وصول السياح إلى اليمن بأسفار مسئولين يصدعون رؤوسنا بالأنا المتضخمة رغم أن الإعجاب بالنفس وليد الجهل وفقاً للمثل الأسباني.
*أي سياحة وأي حبحب على السكين إذا أصبحنا بعد ثلاثة أعوام من لغو التغيير نرفض أن نغير شيئاً إرضاءً للعمة وفاق.. وكل الذي نعمله هو المزيد من لغو الكلام وطحن الطحين وترديد ذات الأسطوانة المشروخة التي تزعم أن العجلة لن تعود إلى الوراء فيما العجلات الأربع تنزلق نحو المنحدر.