اليمن اليوم
كشف حزب الإصلاح -في بيان له أمس- عن حجم المأزق الذي وقع فيه بعد الكشف عن معسكر للقاعدة في أرحب واعترافات التنظيم الإرهابي عن مقتل عدد من مقاتليها وأسر آخرين بيد الحوثيين كانوا يقاتلون في صفوف الإصلاح بأرحب. وفيما نشرت أمس قناة المسيرة التابعة لجماعة أنصار الله تقريراً ميدانياً برفقة حقوقيين وإعلاميين من داخل معسكر لتنظيم القاعدة في أرحب كان مقاتلو الإصلاح ينطلقون منه، دعا حزب الإصلاح إلى "تغليب العقل ولغة الحوار والحرص على المصلحة العليا للبلاد والتوقف عن استهداف الإصلاح ومؤسساته ومنتسبيه، بالاعتداءات المسلحة والقصف والنهب واقتحام المنازل ونهبها وتفجيرها والاختطاف والإخفاء قسرياً, والتحريض في الخطابات ووسائل الإعلام وتلفيق التهم والأكاذيب والتكفير والتخوين. وزار أمس وفد من الحقوقيين والإعلاميين معسكرات تدريب ومعامل تصنيع المتفجرات للقاعدة في أرحب. حيث قاموا بالاطلاع على أسرار المكان ومشاهدة معامل تصنيع العبوات الناسفة وأنفاق المعسكر . كما زار الوفد معسكرات تدريب للعناصر الإرهابية "القاعدة" التي تقع في منطقة تسمى "يحيس"، واطلعوا على المعسكر الذي يأخذ مساحة جغرافية كبيرة ويعتبر معسكر تدريب للعناصر الإرهابية، كما اطلع الوفد على ما يحوي المعسكر من أنفاق ومتارس. ودان بيان صادر عن اجتماع الأمانة العامة للإصلاح أمس، الأربعاء، ما أسماه "صمت الدولة وأجهزتها المختلفة عما يجري من أعمال إجرامية، مطالباً إياها بتحمل مسئولياتها الدستورية والقانونية والأخلاقية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تلك الاعتداءات والأعمال المخلة التي تطال المواطنين وأملاكهم ومنازلهم ومدارسهم ومساجدهم". كما دعا حزب الإصلاح رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وقيادات الأحزاب والمكونات السياسية، لعقد لقاء عاجل لمناقشة موضوع الالتزام بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة وتحديد موقف واضح ممن يتجاوز تلك الاتفاقات الموقعة من كافة الأطراف. ويأتي بيان الإصلاح بعد أيام على سيطرة الحوثيين على مديرية أرحب، أهم معاقله في محافظة صنعاء والجمهورية ككل. وعبر الإصلاح عن رفضه استمرار "مليشيات الحوثي في الاعتداء على مؤسسات الدولة (مدنية وعسكرية) ومنعها الموظفين من ممارسة واجباتهم وإحلال آخرين بدلاً عنهم، ونهب الأسلحة والممتلكات والأموال العامة والخاصة"، ودعا إلى "الوقف الفوري لتلك الأعمال والمساعدة في حقن دماء اليمنيين وعدم تعريض الدولة للانهيار"، كما دان "تنصلها عن تنفيذ الاتفاقات والمواثيق الموقعة بما فيها اتفاقية السلم والشراكة الوطنية". كما طالب البيان الدولة "ممثلة برئاسة الجمهورية والحكومة باسترداد الدولة المختطفة مؤسساتها وقراراتها (العسكرية والأمنية والمدنية) وإيقاف احتلال المدن والمحافظات والمؤسسات ونهب المال العام والعبث به وفرض إتاوات على المؤسسات العامة والشركات الخاصة تحت لافتة الحماية". وطالب حزب الإصلاح، المجتمع الدولي، وفي المقدمة مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية، بتكثيف جهودهم ومنع انهيار الدولة وتعزيز قدراتها واتخاذ إجراءات عاجلة وعملية إزاء كل الأطراف غير الملتزمة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة باليمن والمعرقلة للعملية السياسية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة الوطنية. وأعلن الطرفان، أواخر نوفمبر الماضي، عن التوصل إلى تفاهمات واتفاقات باستمرار التواصل من أجل حل الخلافات وطي صفحة الماضي، بعد زيارة قام بها وفد من الإصلاح وصف بـ"الرفيع" إلى صعدة ولقائه زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي. وعقب سقوط معاقله في أرحب مطلع الأسبوع أعلن الإصلاح فشل تقاربه مع الحوثيين، كما عبر عن ندمه لزيارة صعدة.