اليمن اليوم

اليمن اليوم.. عادل بشر
لا يزال التوتر يخيم على عدد من الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل العميلة لتحالف العدوان السعودي، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين السلفيين من كتائب أبو العباس، وما يسمى بـ "لواء الصعاليك" التابع لحزب الإصلاح، بينما يستغل تنظيم القاعدة الانفلات الحاصل في تلك الأحياء لتنظيم عمليات استقطاب واسعة للشباب والعاطلين عن العمل، بمختلف الوسائل. وفي هذا الصدد، أفادت "اليمن اليوم" مصادر محلية في حي الهريش، وسط مدينة تعز، أن إطلاق نار اندلع مساء أمس الأول، بين مسلحين من كتائب أبو العباس "السلفية" وآخرين من لواء الصعاليك، بعد رفض الآخيرين تسليم متهم بقتل أحد عناصر أبو العباس. وأشارت المصادر إلى أن لجنة وساطة بين الطرفين توصلت، السبت الماضي، إلى اتفاق يقضي بتسليم "زيد صادق إسماعيل" المتهم بقتل "عاصم صادق عبدالله" من كتائب أبو العباس، إلى إدارة الأمن للتحقيق معه في القضية واستكمال الإجراءات القانونية، وكان المفترض أن يتم التسليم صباح أمس الأول، الأحد، غير أن قيادة لواء الصعاليك رفضت التسليم بعد ملاسنة بين أحد قياداتها وشخص آخر من عناصر أبو العباس، تطور الأمر بعد ذلك إلى إطلاق نار، قبل أن يتم احتواء الموقف والتهدئة بين الطرفين، ثم تأخرت عملية تسليم المتهم بالقتل إلى المساء. وقال القيادي في لواء الصعاليك الحسين بن علي، إن زيد صادق إسماعيل، تم تسليمه لنائب مدير الأمن محمد عبدالله إبراهيم. واندلعت مساء السبت اشتباكات عنيفة بين لواء الصعاليك وكتائب أبو العباس، في محيط معهد العلوم الإدارية بحي الهريش، وسط المدينة. وذكرت مصادر محلية أن مسلحين من أتباع أبوالعباس وآخرين من كتائب "حسم"، هاجموا معهد العلوم الإدارية الذي يتخذه "لواء الصعاليك" سكناً لأفراده ومخزناً للأسلحة، في حي الهريش، بالقرب من ساحة عصيفرة، وقام المسلحون بتطويق المبنى من مختلف الجهات، محاولين اقتحامه، بهدف أخذ متهم بقتل أحد أفرادهم ويدعى عاصم صادق عبدالله وإصابة 3 آخرين، في جولة سنان مساء الجمعة الماضية. وأوضحت المصادر أن مسلحي لواء الصعاليك تصدوا لمحاولة الاقتحام واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت لأكثر من ساعة، قبل أن تتدخل وساطات من شخصيات كبيرة موالية للعدوان للتهدئة، وتم انسحاب مجاميع أبوالعباس وكتائب حسم إلى مسافات بعيدة من معهد العلوم الإدارية. وأصدر لواء الصعاليك، إثر ذلك بياناً أفاد فيه أن قيادة اللواء "وقفت أمام ما حدث في محيط مبنى السكن التابع للواء، من قيام مجاميع مسلحة تتبع كتائب أبو العباس وكتائب حسم بمحاولة تطويق مبنى السكن واقتحامه، وما نتج عنه من اشتباك مع أفراد حراسة السكن وإصابة بعض أفراد الحراسة". وقال البيان إن "لقاءات جمعت قيادة لواء الصعاليك بكل من ممثل السلطة المحلية، الشيخ عارف جامل، وكيل محافظة تعز، وممثل كتائب حسم، الشيخ عدنان رزيق، رئيس عمليات المحور، والقائد عمار الجندبي، وممثل كتائب أبو العباس، الشيخ رضوان كواتي، مراقب اللجنة العدلية، وكذا التواصل التلفوني مع الشيخ عادل عبده فارع أبو العباس أثناء سفره، وقد تم من خلال هذه اللقاءات استيعاب الموقف واحتواؤه، والتوصل إلى اتفاق لإنهاء التوتر والخلاف"، لافتاً إلى أن قيادة اللواء تعاملت مع الموقف بحكمة ومارست ضبط النفس تفويتاً لما وصفه البيان بـ "المؤامرات"، ومشيراً في ذات الوقت إلى أن "القاتل المتهم بقتل المجني عليه عاصم صادق لا ينتمي للواء الصعاليك، ولا علاقة لنا به أو معرفة سابقة، وإنما التجأ إلى القائد سعد القميري عبر شخص آخر، وسلم نفسه إليه لحمايته وتسليمه لجهة الاختصاص". ويعد لواء الصعاليك أحد الفصائل الموالية للعدوان والتي شكلها حزب الإصلاح، بغرض تنفيذ أجندة الحزب بعيدا عن إلصاق اسم الإصلاح بالعمليات الخارجة عن القانون، ويسيطر الصعاليك على المعهد الوطني للعلوم الإدارية منذ نحو سنتين وتم تحويله إلى سكن ومخازن أسلحة، كما يسيطر ذات اللواء على مبنى مكتب الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، الذي حولوه إلى مقر لقيادة اللواء. وسبق أن اندلعت مواجهات مسلحة بين الفصيلين في أوقات متفرقة بسبب خلافات على أسلحة مقدمة من العدوان ومحاولة كل طرف التوسع في مناطق الطرف الآخر بمدينة تعز. القاعدة مجدداً إلى ذلك قال تنظيم القاعدة في تعز إن محاضرة كان سيلقيها أحد قيادات التنظيم ويدعى "أبو البراء" في مسجد العيسائي بشارع التحرير الأعلى، حول من هم الإرهابيون، ولتبيين إرهاب وجرائم أمريكا وأذنابها، حسب توصيفه. وأوضح التنظيم الإرهابي في بيان له أمس نشره على شبكة "الملاحم" التابعة له، أن أبو العباس –قائد المليشيات السلفية المدعوم إماراتياً- منعهم من إلقاء المحاضرة، بضغوطات خارجية، رغم أن رضوان كواتي، القاضي الشرعي لأبي العباس أذن بإلقاء المحاضرة، وتعليق الإعلانات. وذكر بيان القاعدة أنهم تلقوا رسالة من أبو العباس، بمنع أي محاضرة للتنظيم في المساجد التي تحت أيدي أبو العباس، وحملت الرسالة عبارة تهديد للقاعدة، إلا أنهم تلقوا التهديد بالحسنى، طبقا للبيان. يذكر أن أبو العباس مدعوم بقوة من الإمارات، فيما يعمل تنظيم القاعدة ضمن الفصائل المدعومة من السعودية. وأمس الأول نشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات للقاعدة بتنظيم مسابقة جماهيرية، لتلخيص كتاب صادر عنه، ورصد جوائز عبارة عن أسلحة ومبالغ مالية للفائزين بالمسابقة. ويكشف هذا الظهور المتسارع للقاعدة في الأحياء الواقعة تحت سيطرة عملاء العدوان بمدينة تعز، أن التنظيم يعمل جاهداً للترويج لأفكاره وتنفيذ عمليات استقطاب واسعة بين الشباب، مستغلاً الانفلات الأمني والصراعات بين فصائل العملاء، والغياب التام لمؤسسات الدولة.