اليمن اليوم

اليمن اليوم.. عادل بشر
يخوض عملاء ومرتزقة العدوان السعودي من الأحزاب السياسية والقيادات العسكرية، في محافظة تعز، صراعاً كبيراً على منصب، محافظ المحافظة، الذي أصبح شبه شاغر، جراء الغياب المستمر للمحافظ المعين من قبل العدوان، علي المعمري، في الوقت الذي يزداد الانفلات الأمني في الأحياء الواقعة تحت سيطرة مليشياتهم بمركز المحافظة، مع غياب تام للأجهزة الرسمية. ففيما حاول حزب الإصلاح السيطرة على منصب المحافظ من خلال الدفع بقيادة محور تعز العسكري، المعينة من قبل العدوان، ممثلة بالعميد خالد فاضل، إلى عقد اجتماع، أمس الأول، لوكلاء المحافظة والقيادات العسكرية والأمنية، الموالية للعدوان، ومحاولة فرض مقترح بنقل صلاحيات المحافظ إلى عارف جامل، المقرب والمعين من الفار هادي في منصب وكيل المحافظة، إلا أن الحزب ذاته، وبعد فشل هذه المحاولة، قام أمس بإصدار بيان جدد فيه ثقته بما أسماها السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ علي المعمري، داعياً الأخير إلى العودة للمحافظة وممارسة عمله من الداخل. وتزامن بيان الإصلاح مع بيان آخر للحزب الاشتراكي اليمني في تعز، استهجن فيه ما أسماه بـ"محاولة النيل من السلطة الشرعية ممثلة بمحافظ المحافظة، علي المعمري". وأدان "الاشتراكي" محاولة الانقلاب على المعمري من قبل بعض الأطراف، واصفاً تلك المحاولة بـ"الخطوة الحمقاء"، متناسقاً مع حزب الإصلاح في دعوة المعمري للعودة إلى داخل المحافظة وممارسة عمله. ويأتي بيانا الإصلاح والاشتراكي بعد يوم من بيان أصدره فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الموالي للعدوان، وطالب فيه هادي بسرعة إقالة علي المعمري، ومحاسبته على التجاوزات التي ارتكبها، مديناً في ذات الوقت، ما أسماه بمحاولة الانقلاب العسكري التي قامت بها قيادة المحور، المعينة من "التحالف"، بدعوتها لاجتماع من أجل تفويض أحد وكلاء المحافظة، الموالين للعدوان، بمهام المحافظ. وقال التنظيم الناصري، إن المحافظ المعمري، تنصل عن مسؤولياته في إدارة شؤون المحافظة، وعمل على تدمير مؤسسات الدولة في المحافظة من خلال إصدار قرارات وتكليفات مخالفة للقانون ومن خارج الهيكل الوظيفي، ما تسبب بتعطيل عمل الكثير من الأجهزة والمكاتب التنفيذية. وطالب البيان بسرعة تغيير المعمري باعتباره سبباً من أسباب تفاقم الوضع المأساوي في المحافظة. وأدان الناصري في بيانه، قيام قيادة المحور العسكري، ممثلة بالعميد خالد فاضل، المعين من قبل العدوان، بالاجتماع مع قيادة الألوية والأجهزة الأمنية ووكلاء المحافظة، لاقتراح تفويض أحد الوكلاء بمهام المحافظ، واصفاً هذا الإجراء بـ"الانقلاب العسكري على السلطة الشرعية"، حد البيان. ورداً على بيان الناصري واتهاماته لقيادة المحور بمحاولة "الانقلاب العسكري" أصدرت قيادة المحور هي الأخرى بياناً، وصفت فيه بيان "الناصري" بأنه يثير الكثير من التساؤل والغرابة، واصفاً اتهام قيادة المحور، بالانقلاب، بأنه اتهام باطل. وحاولت قيادة المحور، الموالية للعدوان في بيانها المطول، التبرير لإقدامها على محاولة نقل سلطات المحافظ للوكيل عارف جامل، متحججة بأن هذا الأمر بغرض ملء الفراغ الذي تركه سفر المعمري ومن أجل مصلحة المحافظة. وأشار البيان إلى أن وكلاء المحافظة الثلاثة "جامل والأكحلي والصنوي"، كانوا عاملين محضر بينهم بأن كل وكيل يقوم مقام المحافظ لمدة 4 أشهر، ساخراً من هذا الأمر بالقول (وكأننا في جمعية خيرية). وكان اجتماع دعا له العميد خالد فاضل، المعين من قبل العدوان قائداً لمحور تعز، قد عقد صباح الأحد، وضم قيادات عسكرية وأمنية ووكلاء المحافظة، الموالين للعدوان، وخصص لمناقشة مقترح تكليف أحد وكلاء المحافظة للقيام بمهام المحافظ علي المعمري. وطبقاً لمصدر حضر الاجتماع، فقد تقدم خالد فاضل، خلال الاجتماع، بمقترح تكليف عارف جامل، للقيام بمهام المعمري، إلا أن هذا المقترح أثار الفوضى بين المجتمعين، وحين بدأ عارف جامل بالحديث، قام الوكيل رشاد الأكحلي بالاعتراض وانسحب من الاجتماع، واصفاً إياه بالانقلاب العسكري، رافضاً في نفس الوقت تدخل قيادة المحور واللجنة الأمنية بتفويض أي وكيل. في حين رفض العميد عدنان الحمادي، المعين من قبل الفار هادي قائد ما يسمى اللواء 35 مدرع، المقترح واعتبره انقلابا جديدا، بينما تحفظ قائد ما يسمى اللواء 22 ميكا، المعين أيضا من قبل العدوان، على المقترح، وتهرب من تأييده، في حين وصل الوكيل محمد الصنوي متأخراً بعد فشل الاجتماع. وأوضحت المصادر أن الاجتماع انتهى بالفشل الذريع في تنصيب عارف جامل بمهام محافظ تعز. وقال مصدر مقرب من عملاء العدوان إن محاولات الإصلاح تنصيب جامل بمهام المحافظ، هي محاولة استباقية لأي قرار بتعيين محافظ جديد قد لا يكون على توافق مع الإصلاح، ما يعني الدفع بتفويض جامل تمهيدا لإصدار قرار بتعيينه محافظا لتعز. يذكر أن علي المعمري يعيش متنقلاً بين عدن والرياض والقاهرة وإسطنبول منذ تعيينه من قبل العدوان محافظاً لتعز في يناير 2016م، ولم يقم بزيارة مركز المحافظة سوى مرة واحدة طوال هذه الفترة. اختلال أمني من جهة أخرى وفي سياق الاختلالات الأمنية والتصفيات المتبادلة بين الفصائل الموالية للعدوان في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم بمدينة تعز، مركز المحافظة، اغتيل شخص وأصيب آخر برصاص مجهولين يستقلان دراجة نارية وسط المدينة. وذكرت مصادر محلية أن مسلحين اثنين أطلقا النار على شخصين أثناء مرورهما جوار بنك التسليف بالقرب من ساحة عصيفرة، ما أدى إلى مقتل أحدهما ونقل الآخر إلى العناية المركزة في مستشفى الصفوة. وأشارت المصادر إلى أن المصاب يعمل مرافقاً لمدير أمن مديرية الشمايتين "التربة" المعين من قبل العدوان. تطورات المعارك إلى ذلك نفذ أبطال الجيش واللجان الشعبية، هجوماً قوياً على مواقع للمرتزقة في محيط تبة القرون بمنطقة الكدحة، جنوب غرب مديرية المعافر. وأوضحت المصادر أن العملية تكللت بتأمين ثلاثة مواقع بالقرب من تبة القرون ودحر المرتزقة إلى مسافات بعيدة بعد تكبيدهم عددا كبيرا من القتلى والجرحى. وشن طيران العدوان 5 غارات استهدف خلالها سوق البرح بمديرية مقبنة مخلفاً شهداء وجرحى من المدنيين، بالإضافة إلى 3 غارات استهدفت منطقة يختل بمديرية المخا.