اليمن اليوم

اليمن اليوم..الخليج الجديد
اعتبر مراقبون أن واشنطن تدفع نحو حرب إقليمية محدودة بين السعودية وإيران، إما تكون مباشرة أو بالوكالة وحلبتها هذه المرة لبنان. ويتوافق خبراء على أن إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» هي سبب التصعيد الحاصل، ولكنهم مختلفون حول كيفية ذلك، فمنهم من يرى أن سياسات الإدارة الأمريكية هي التي أوصلت المنطقة إلى هذا الطريق الذي ينذر بصدام واسع النطاق، فيما يرى آخرون أن صمت واشنطن هو ما دفع الأمور إلى حافة الهاوية. وبحسب تقرير نشرته وكالة «الأناضول»، لا يوجد دور معلن للولايات المتحدة الأمريكية في الصراع بين السعودية وإيران، باستثناء تغريدات قليلة أعلن «ترامب» عبرها تأييده للملك «سلمان بن العزيز»، ولولي عهده، وحملتهما ضد الفساد، التي طالت أمراء ووزراء حاليين وسابقين ورجال أعمال سعوديين مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري. ونقلت الوكالة عن مدير برنامج إدارة الصراعات في كلية جومز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة الدكتور «دانييل سيروير»، أن سياسة «ترامب» في الشرق الأوسط على ما يبدو مصممة على التصدي لإيران، بالتعاون مع السعودية والإمارات، لكن يبدو أن لهذه السياسة تأثيرات مضرة، مشيرا إلى أن الحرب في اليمن تسير في طريق سيئ. من جهة أخرى، اعتبر الصحفي الأمريكي الخبير في الشؤون السعودية «توماس ليبمان»، أن الكثير مما يقال اليوم عن المملكة مجرد تكهنات، موضحا أنه لا يرى تغييرات كثيرة في سياسات واشنطن بالشرق الأوسط، وإنما يعتقد أن إدارة «ترامب مستمرة في دعم السعودية. واستبعد «ليبمان» حربا مباشرة بين السعودية وإيران، ولكنه لم يستبعد مطلقا حربا أهلية داخل لبنان، مشيرا إلى وجود حرب بالوكالة في العراق وسوريا واليمن. أمريكا تتكئ على السعودية و(إسرائيل) ولفت التقرير إلى ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية في مقال لرئيس الوزراء السويدي السابق «كارل بيلدت»، جاء فيه أن الولايات المتحدة قررت أن تركز على محاربة الإرهاب ومراقبة إيران، ووجد البيت الأبيض أن أفضل طريقة لتحقيق أهدافه هو تعميق الاتكال السابق على الحلفاء الإقليميين، وهما السعودية و«إسرائيل»، واستبعاد كل شيء آخر تقريبا. وقال «بيلدت» إن استراتيجية «ترامب» أثارت حماس الرياض وتل أبيب جراء هذا التحول، حيثإن البلدين كانا مشغولين باستخدام نفوذهما مع صهر «ترامب»، «جاريد كوشنر»، لعزيز مصالحهما بأكبر شكل ممكن. ورأى أن «ترامب» ضالع بشكل ما في دعم جهود الرياض لتغيير النظام في قطر، معتبرا أن الخلاف بين العائلات الحاكمة في السعودية وقطر ليس جديدا، ولا حتى محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما بعضا، متهما ولي العهد السعودي بمحاولة إذكاء حرب وكلاء جديدة في لبنان، إلا أنه أقر بأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية تعتبر تهديدا فعليا لجيرانها، ولكنها ليست الوحيدة في هذا، موضحا أن ترسانة «إسرائيل» من الصواريخ الباليستية من المحتمل جدا أن تكون أكثر تطورا بكثير، كما أن السعودية حصلت على صواريخ باليستية صينية ذات مدى إقليمي.