اليمن اليوم

التوصيف الطبيعي للقرارات الانفرادية لجماعة أنصار الله هو أنها انقلاب على اتفاق المجلس السياسي مع المؤتمر الشعبي العام.. لا يوجد توصيف آخر.. المؤتمر الشعبي العام حاول بهدوء وعقلانية تحديد موقفه من قرارات المجلس السياسي.. لم يصفها بالانقلاب (مع أنها كذلك بالفعل).. قال فقط إنها غير ملزمة للمؤتمر كونها اتخذت بمنأى عنه، وإنها تستهدف إضعاف الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان.. مع ذلك، وبالرغم من انقلاب الجماعة على الاتفاق، لازال المؤتمر مصمما على التمسك بهذا التحالف حتى النهاية.. إذا كانوا يخونون المؤتمر ويمارسون معه الابتزاز والاستعراض والتخويف الغير مسؤول بإشعال صنعاء وهو لازال معهم في المجلس السياسي فما الذي يمكن أن يفعلوه لو خرج المؤتمر من هذا المجلس؟ المؤتمر حدد موقفه بعقلانية وهدوء ودون إعطاء الجماعة ذريعة لارتكاب حماقات لا تحمد عقباها في العاصمة.. بقاء المؤتمر في المجلس السياسي نابع من الحرص على تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان والحرص على أمن واستقرار العاصمة صنعاء والمناطق التي تحت سيطرتها.. السؤال هل سيكتفي الحوثيون بالقرارات التي اتخذوها؟ أتمنى ذلك لكني أستبعد.. الحوثيون انقلبوا على المجلس السياسي وأصبح المستهدف الحقيقي من خطواتهم وإجراءاتهم هو المؤتمر والرئيس صالح وأنصاره.. انسوا حكاية العدوان.. الجماعة الآن تعمل بشكل منهجي مدروس ومتعمد على استفزاز المؤتمر للوقوع في فخ المواجهة معهم، والمؤتمر كعادته يصبر ويتحمل ويحرص على عدم الانجرار لهذه الاستفزازات.. حينما أتحدث عن الاستفزازات لا أعني ولا أقصد شوية الإعلاميين والمفسبكين في الطرفين.. أبدا.. أتحدث عن الخطاب السياسي العام للجماعة وعن قرارات تتخذ على أعلى المستويات وعن أعمال عدائية استعراضية تجري على الأرض.. المراهقون والمتصابون وفاقدو الإحساس بالمسؤولية يعتبرون صبر المؤتمر على هذه الاستفزازات دليلا على ضعفه وعلى ضعف الرئيس صالح.. شخصيا أعتبرها دليلا على القوة لكن ليست المشكلة هنا.. المشكلة هي أن الاستفزازت ستستمر ولن تتوقف حتى نصل إلى مرحلة إعلان الحوثيين حالة الطوارئ بذريعة تصفية وملاحقة الطابور الخامس وعملاء السعودية وهنا أقول (وللمرة الثانية) انسوا حكاية العدوان..المستهدف هو المؤتمر والرئيس صالح وأنصاره.. العدوان كان الفرصة التي منحتها السعودية (ومن وراءها) للحوثيين للسيطرة على البلد، والحوثيون لا ينوون إضاعة هذه الفرصة.. لا أريد تخويف الناس، لكننا أمام جماعة بعض قيادتها المتنفذة طائشة وغير مسؤولة آخر شيء يمكن أن تفكر فيه هو أمن وسلامة المواطنين، ولذلك أتوقع منها أي شيء.. الجماعة –أو أحد أجنحتها- قررت سلوك طريق المواجهة مع المؤتمر والرئيس صالح وأنصاره وفق صفقات مشبوهة مع بعض دول التحالف.. أؤكد للمرة الألف.. يستحيل على الحوثيين التفكير (مجرد التفكير) بالانقلاب على حليفهم الوحيد بمواجهة العدوان والتصادم معه ومواجهته دون أخذ ضمانات خارجية واضحة.. في ظل الحملة الممنهجة لجماعة أنصار الله لتخوين المؤتمر والرئيس صالح وأنصاره، الواقع يقول إن الهدف الفعلي من هذه الحملة هو التعتيم على الخائن الحقيقي.