اليمن اليوم
ما انفكّت الحكومة الليبية تواجه انتقادات لعجزها في ضبط الأمن والحدّ من اعتداءات الميليشيات ضدّ مؤسّسات الدولة وأجهزتها. وقد دفع ضعف الحكومة الليبية جماعة إخوان ليبيا إلى التجاسر عليها ومحاولة إسقاطها، رغم مشاركتهم فيها، غير أنّ الانقسامات بين أعضاء المؤتمر الوطني الليبي حالت دون ذلك. وهو ما أدّى إلى تفاقم الأزمة في بلد يشهد أصلا أعمال عنف متواترة وفوضى عارمة في العديد من أقاليمه ومدنه. أكّدت مصادر إعلاميّة تونسيّة، استمرار توافد الآلاف من الليبيين على تونس، هربا من تدهور الوضع الأمني في ليبيا من جرّاء تفاقم المواجهات المسلحة مؤخّرا بين القوات الحكومية ومجموعات موالية لنظام العقيد الراحل معمر القذافي. وأوضحت إذاعة "تطاوين" التونسية، التي تُغطي الجنوب الشرقي التونسي، أن المعبر الحدودي التونسي – الليبي المشترك "رأس جدير"، يشهد منذ يومين تدفّق آلاف الليبيين الراغبين في دخول الأراضي التونسية. ونقلت الإذاعة عن عائلات ليبية تمكنت من دخول تونس، أنّ آلاف الليبيين ما زالوا ينتظرون دورهم لدخول التراب التونسي، بعد تصاعد وتيرة المواجهات المسلحة بين أنصار القذافي وحكومة علي زيدان. يُذكر أنّ تقريرا للجنة الداخلية في المؤتمر الوطني الليبي العام، أعلى سلطة تشريعية في ليبيا، كشف أمس الخميس أنّ العام 2013 سجل سقوط 643 قتيلا معظمهم في حالات اغتيال وقتل خارج إطار القانون. والجدير بالذكر، أنّ هذه الأوضاع الأمنية المرتبكة انعكست على المشهد السياسي في البلاد، وقد وجدت فيها جماعة الإخوان المسلمين بليبيا، عبر ذراعها السياسية المتمثلة في “حزب العدالة والبناء”، فرصة سانحة للانقضاض على الحكم دستوريّا، عبر بذل كلّ الجهود وإقامة التحالفات من أجل حجب الثقة في البرلمان الليبي عن حكومة علي زيدان، غير أنّها فشلت في ذلك مجدّدا. وكان المؤتمر الوطني العام، بوصفه أعلى سلطة تشريعية في البلاد، قد بحث الثلاثاء الماضي مسألة حجب الثقة، لكن المطالبين بإسقاط حكومة زيدان لم يجمعوا سوى 99 توقيعا من أصل أصوات 194 نائبا. وبسبب هذا الفشل، سارع الحزب الإخواني في الإعلان عن سحب وزرائه الخمسة من الحكومة. وقال "حزب العدالة والبناء" إنه "سحب وزرائه من جرّاء الفشل الذريع للحكومة في تنفيذ ما وعدت به".