اليمن اليوم

إذا فشل السعوديون والإماراتيون في الاستيلاء على الحديدة، فإن القاعدة في شبه الجزيرة العربية ستتوسع في الساحل الغربي لليمن - وهو هزيمة استراتيجية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة. ماجد المدججي/ ترجمة خاصة لـ "اليمن اليوم" بصفتي مديرا لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وأحد الأصوات المستقلة القليلة المتبقية في اليمن، فقد اعتُقلت، وشاهدت زملائي يغتالون، ودفنت أصدقاء قتلوا بسبب الغارات الجوية السعودية. والآن، نصف بلدي يواجه المجاعة. وعلى الرغم من أن وزير الدفاع جيم ماتيس دعا إلى حل سياسي للحرب في اليمن، إلا أنه لم يحذر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من الاستيلاء على مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، التي تسيطر عليها حاليا قوات الحوثيين وحلفائهم. وعلى الرغم من أن النقاش مازال في دوائر صنع السياسة في الولايات المتحدة، فإن الهجوم على الحديدة سيكون خطأ كارثيا، لأنه سيوسع الحرب ويعمق الأزمة الإنسانية. ومن شأن ذلك أن يسمح لتنظيم القاعدة وداعش بتوسيع نفوذهما في المناطق الساحلية اليمنية. وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن ذلك سيكون بمثابة هزيمة استراتيجية لها. اندلعت حرب اليمن في عام 2014 عندما دفعت قوات الحوثيين الرئيس هادي من السلطة. وقد أدى التدخل الذي تقوده السعودية، بدعم من الولايات المتحدة، إلى تصعيد الحرب. والآن، يجب على الولايات المتحدة أن تستخدم نفوذها لإجبار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وهادي والحوثيين على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب. إن الاستيلاء على الحديدة سيكون أكثر صعوبة من ما يعرفه المخططون العسكريون السعوديون والإماراتيون. وقبل دخول الميناء، ستواجه قوات التحالف سلسلة من المدن الصغيرة التي تدافع عن الحوثيين وحلفائهم. القوات الحوثية وحلفاؤها مجهزة تجهيزا جيدا، مستعدة للقتال من منزل إلى منزل، وعلى استعداد لإحداث أقصى قدر من الخسائر. الغارات الجوية السعودية سوف تتسبب في خسائر مدنيين ثقيلة. حتى لو كان هناك نجاح، فمن غير المرجح أن مثل هذا الهجوم سيجبر الحوثيين على طاولة المفاوضات. ومن شأن الهجوم أن يقوي مقاومة الحوثي للحوار السياسي. أي تصور لزيادة مشاركة الولايات المتحدة من شأنه أن يعزز التجنيد والتعبئة في صفوف الحوثيين. ومن المؤكد أن الاحتمال الضعيف للنجاح العسكري سيأتي بتكلفة إنسانية كبيرة. ميناء الحديدة هو شريان الحياة في اليمن، ويستقبل ما يقرب من 80 % من المساعدات التي تبقي السكان الذين يعانون من الحرب على قيد الحياة. ومن شأن أي هجوم أن يؤدي إلى مزيد من وفيات المدنيين وتشريدهم، ويزيد من فرص الحصول على الغذاء ومياه الشرب المأمونة والرعاية الطبية. النساء والأطفال سيكونون في وضع أصعب. سوف تصبح الحديدة حلب الثانية في اليمن. إذا كانت الولايات المتحدة تعتبر هدفها الأساسي هو هزيمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن الهجوم على الحديدة غير منطقي. وكانت القاعدة في شبه الجزيرة العربية وغيرها من الجماعات المتطرفة غائبة عن المناطق الساحلية. ولكن إذا فشل السعوديون والإماراتيون في الاستيلاء على الحديدة، فإن القاعدة في شبه الجزيرة العربية ستتوسع في الساحل الغربي لليمن - وهو هزيمة استراتيجية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة. يمكن للولايات المتحدة أن تمهد الطريق أمام حل سياسي واقعي، وليس حل عسكري ميؤوس منه، باستخدام نفوذها لإحياء محادثات الأمم المتحدة. إن تبني تدابير بناء الثقة والإفراج عن السجناء السياسيين والدفع نحو وقف إطلاق النار سيضع مصالح الأمريكيين واليمنيين أولا.