باتريك كوكبيرن/ ترجمة خاصة لـ"اليمن اليوم"
الكثير من المراقبين يرون أن دونالد ترامب هو أكثر الرجال خطورة على وجه الأرض، طلب ترامب بالفعل دعما أمريكيا أكبر للمجهود الحربي السعودي في اليمن، إلا أن نائب ولي العهد سيبحث في المقام الأول دعم الولايات المتحدة لمواجهته مع إيران. ويرى كثيرون أن دونالد ترامب هو أخطر رجل على كوكب الأرض، وها هو يخطط لزيارة السعودية الأسبوع المقبل ليقضي 3 أيام يلتقي خلالها الرجل الذي يليه مباشرة في قائمة أكثر الرجال تسببا بعدم الاستقرار والأكثر عدوانية وهو الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما، الذي يعد حاكم السعودية بفعل الأمر الواقع منذ تولى والده الملك سلمان (81 عاما) الحكم. في وقت مبكر، قام محمد بن سلمان - المعروف بسيئ السمعة بسبب عدوانه واندفاعه وسوء حكمه منذ توليه الحكم قبل عامين ونصف العام- بتصعيد الدور السعودي في سوريا، مما ساعد على تسريع التدخل العسكري الروسي، وشن حربا فاشلة في اليمن ما زالت مستمرة، وزج بـ17 مليون شخص إلى حافة المجاعة. إن الجمع بين إخفاقاته وعدوانيته وسوء أفعاله مع ترامب، المتهور الجاهل عن نتيجة أفعاله، يتشكل معك خليط متفجر يهدد المنطقة الأكثر تقلبا على وجه الأرض. الأمير محمد، الذي هو أيضا وزير الدفاع، ليس بالرجل الذي يتعلم من أخطائه أو حتى يلاحظ أنه ارتكب أي أخطاء، وأظهر مرارا وتكرارا انعدام الحنكة السياسة والتهور خلال العامين ونصف العام التي مارس خلالها السلطة. وبعد أقل من عام منذ أن اصبح والده ملكا في يناير 2015، أصدرت وكالة الاستخبارات الألمانية تحذيرا من أن المملكة العربية السعودية تبنت "سياسة تدخل متهورة" في الخارج، وألقت باللوم بذلك على نائب ولي العهد الذي صورته على أنه مقامر سياسي ساذج . وكانت درجة التحذير داخل وكالة الاستخبارات الألمانية حول تأثيره على المنطقة مرتفعة بالنسبة لهم للإفراج عن مثل هذه الوثيقة التي سحبت بسرعة بإصرار وزارة الخارجية الألمانية، وقد تحققت توقعاتها الكارثية في الثمانية عشر شهرا التالية. نائب ولي العهد ليس فقط مقامرا ساذجا، ولكن شخص يثير المخاطر عندما يكون في ورطة. والدليل على ذلك جاء في مقابلة غير عادية بثت على قناة العربية والتليفزيون السعودي، حيث هدد بالتدخل العسكري في إيران. وكما يقول "لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل نعمل على أن تكون المعركة لديهم في إيران"، ويزعم أن القادة الشيعة الإيرانيين يخططون للاستيلاء على مكة المكرمة وإرساء حكمهم على جميع المسلمين البالغ عددهم 1.6 مليار نسمة في العالم. ويعتقد أن "منطقهم يقوم على فكرة أن الإمام المهدي سيأتي ويجب أن يعدوا بيئة خصبة لوصوله ويجب أن يسيطروا على العالم الإسلامي". إن معاداته للشيعة ربما تثير المخاوف بين الشيعة في العراق ولبنان وباكستان والسعودية نفسها، حيث يشكل الشيعة عشر سكانها، وسيكونون ضحايا حملة صليبية. ومن السخف أن نتخيل أن الدول الشيعية الأربع أو الخمس لديها طموح أو قدرة على استيلاء خمسين أو أكثر من السنة، على الرغم من أن الأصوليين السنة يتهمون الأقليات الشيعية الصغيرة في بلدان مثل مصر وتونس وإندونيسيا بالتآمر للقيام بذلك. الأمير محمد يلعب بالمشاعر الدينية والقومية في المملكة العربية السعودية لتأمين قاعدة سلطته الخاصة ودرء منافسيه داخل العائلة المالكة. ولم تحقق أي من مشاريعه الأجنبية حتى الآن أهدافها: ففي سوريا في ربيع عام 2015، قدمت المملكة العربية السعودية الدعم لما يسمى بجيش الفتح، الذي يتألف أساسا من جبهة النصرة التابعة للقاعدة وحليفتها أحرار الشام. ورغم فوزها بسلسلة من الانتصارات ضد القوات الموالية للأسد في محافظة إدلب، لكن نجاحها أدى إلى تدخل عسكري روسي في وقت لاحق من العام نفسه كان نقطة تحول في الحرب. لقد تم تهميش النفوذ السعودي، وألقي اللوم على "الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي أهدر الكثير من الفرص الهامة التي كان يمكن أن يستغلها لتحقيق تغيير كبير في سوريا". في الواقع، كانت المملكة العربية السعودية تأمل في التدخل العسكري الأمريكي لفرض تغيير النظام في سوريا على غرار العراق في عام 2003 أو ليبيا في عام 2011. كان أوباما ينتقد بشكل خاص الأعمال السعودية وتقاليد مؤسسة واشنطن الخارجية للسياسة بتقديم الدعم التلقائي للمملكة العربية السعودية وحلفائها. ومع ذلك، في اليمن دعم أوباما حتى الأيام الأخيرة من رئاسته لحملة القصف التي تقودها السعودية والتي دمرت البلاد منذ مارس 2015 لكنها فشلت حتى الآن في كسب الحرب لصالح حلفاء السعوديين المحليين. وأدى ذلك إلى معاناة فادحة للسكان اليمنيين البالغ عددهم 27 مليون نسمة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 17 مليونا منهم "يعانون من انعدام الأمن الغذائي"، منهم 3.3 مليون من الأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال، وحوالي 462 ألفا دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد، أو بعبارة أخرى يموتون جوعا. ومن المتوقع أن تهاجم القوات المدعومة من السعودية ميناء الحديدة على البحر الأحمر، الذي يأتي من خلاله 80 في المائة من واردات اليمن. وفي حالة إغلاق الميناء، سيواجه اليمنيون أسوأ مجاعة من صنع الإنسان منذ المجاعة الكبرى في الصين. ويقول الأمير محمد إن الحرب لم تنجح في إنهاء الجانب الآخر "لأن آلافا من جنودنا سيسقطون ضحايا وسنفتح عزاءً في كل مدينة سعودية". وقد طلب ترامب بالفعل دعما أمريكيا أكبر للمجهود الحربي السعودي في اليمن، إلا أن نائب ولي العهد سيبحث في المقام الأول دعم الولايات المتحدة لمواجهته مع إيران. وتتحول الكلمات بالفعل إلى عمل مع تقارير من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تشير إلى التخطيط لإثارة التمرد المناهض للحكومة بين الأقليات في إيران مثل البلوشيين في الجنوب الشرقي، وهو ما تم القيام به من قبل ولكن بتأثير محدود. وقد شعر الزعماء السعوديون بسعادة غامرة بانتخاب ترامب الذي يرونه متعاطفا معهم ومع قادة الخليج الذين سيلتقون به بعد وصوله إلى المملكة العربية السعودية في 19 مايو قبل أن يتوجه إلى إسرائيل. إنه إجلال تقشعر له الأبدان في ظل الغرائز الاستبدادية لترامب، أن زيارته الخارجية الأولى كرئيس يجب أن تكون لآخر ملوك الأرض المتعسفين. وفيما يتعلق بمسألة مواجهة إيران، من غير المرجح أن يكون هناك اعتراض من وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشاره للأمن القومي، ماكماستر، وهما جنرالان سابقان في الحرب الأمريكية في العراق، حيث يعتبران إيران العدو الرئيس. * باتريك كوكبيرن: كاتب وصحفي كبير، متخصص في شؤون الدفاع